Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
هكذا سيوقف تمدد إيران - د. فراس محمد

هكذا سيوقف تمدد إيران

إيران كإسرائيل بالضبط دولة دينية لها خارطة افتراضية تريد إتمام رسمها وتتحين الفرص لذلك، منذ سقوط إمبراطورتيها على أيد المسلمين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحتى يومنا هذا، أما حدودها التي تريد فلن تقف عند مكة المكرمة كما صرح ملاليها بذلك أكثر من مرة، ولن تكون في أرض العرب فقط، فطموحها يدخل إلى أفريقيا التي عملت فيها سنوات طويلة وهيأت لذلك عبر عمليات التشيّع المتكررة هناك ونجحت إلى حد ما، وما إصرارها على موطئ قدم في مصر إلا لكون مصر بوابتها إلى أفريقيا.
هذا الحلم الفارسي الذي يراود ملالي طهران ويعملون على تحقيقه لا يروق للأمريكيين وحلفائهم، وإن كانت قد سمحت لهم بالتمدد في العراق وسوريا ولبنان فبحدود معينة، وعليه لا بد من إيقافها وكبح جماحها بأقل الخسائر، فمن سيوقف تمددها في أرض العرب وأين وكيف؟
لطالما ناشد العرب السنة في العراق الزعماء العرب ـ خصوصاً الذين تشكل إيران تهديداً لدولهم ـ وبعثوا برسائل تفيد أن العراق هو نقطة صد المشروع الإيراني وأن العرب إذا أرادوا دفع شر إيران فعليهم دعم العرب السنة في العراق الذي سبق وأن وقف سداً منيعاً أمام أطماع الخميني، حتى يتمكنوا من صدها والتخلص منها، لكن الفرصة قد ذهبت ولم تعد ممكنة على أيديهم بعدما تفردت بهم إيران، وبقي العراق نقطة إيقاف التمدد الإيراني، بإرادة أمريكية هذه المرة وليست عربية وبتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لا بيد العرب السنة.
أما لماذا العراق وليس مكاناً آخر؟ ذلك أن العراق هو الدولة الوحيدة التي تحكمها إيران بالكامل بين الدول التي تمددت فيها فبشار الأسد لا يحكم إلا جزءاً بسيطاً من سوريا، ولبنان لهم جنوبها، أما اليمن فلهم ثلثها، ولذلك إيران تستميت اليوم في قتال «داعش» في العراق وترسل نخبة مقاتليها وتتبع سياسة الأرض المحروقة فتدمر المدن والقرى لتستعيد أماكن سيطرتها وإن كلفها ذلك خسائر فادحة كما هو حاصل اليوم.
أمريكا وجدت في معركة إيران الطاحنة مع «داعش» في محافظة صلاح الدين وما سيليها فرصة كبيرة لإنهاك إيران وإيقاف تمددها لذلك لم تشارك في هذه المعركة لا بخبراء ولا بإسناد جوي، حتى في قيادتها للتحالف الدولي وحربه مع «داعش» لم نعد نسمع شيئاً، وستدخل في سكون لتفسح المجال أمام «داعش» لمواجهة إيران، وبذلك تحقق إنهاك طرفين كلاهما عدو لها، وستحاول المحافظة على عدم انتصار طرف على آخر مع قوة المعركة.
مع أن ما أصاب العرب السنة في مناطق الحرب في العراق من تهجير أمر في غاية الصعوبة، وأوضاع النازحين لا يمكن تخيلها، لكن يبقى أفضل حالاً من بقائهم في مناطقهم أو مشاركتهم في الحرب ليكونوا وقود هذه المعركة، فهذه ليست معركتهم إنما هي معركة أمريكا وإيران على أرض العرب.

بقلم: د. فراس الزوبعي