د. فراس محمد
والي بغداد الحاج حسن رفيق باشا (1892-1896) كان شخصية تجمع بين التجبر والتكبر والظلم من جهة، والسذاجة والبلاهة من جهة أخرى، يعني جمع بين صفات صعب تجتمع بشخص واحد، على أيامه سوق الحمير ببغداد كان بساحة باب المعظم، وهناك يصير بيع الحمير بواسطة دلالي الحمير الي كانوا أكبر كلاوچية ونصابين، وشغلتهم يضحكون على وين ماكو فلاح بسيط وساذج، بإحدى أيام الجمع الصبح زار السوق رجل وقور لابس عمامة بيضا وجبة خضرا وبيده سبحة، سأل وين دلال الحمير، طلع واحد وگال له: خادمكم مولاي، گال له: (أريد اشتري منك حمار.. گال: كل الحمير جوه قندرتك، حاضر.. گال له أريده حمار تجتمع به هذي الصفات: لا بالصغير الحمنقر.. ولا بالكبير المشتهر، إن خلا الطريق تدفق.. وإن كثر الزحام ترفق، لا يصادم السواري.. ولا يدخلني تحت البواري، إن قللت علفه صبر… وإن أكثرته شكر، إذا ركبته هام.. وإذا ركبه غيري قام….).
الدلال گال اصبر عمي على كيفيك، هسه أروح وأرجع لك بسرعة! گال له: وين تريد تروح؟ گال: أريد أروح أشوف عطوفة الوالي، بلكت ألله سبحانه وتعالى مسخه حمار، حتى أبيعه لك!
جماعة التنمية البشرية – اللي أغلبهم بياعين كلام وما يختلفون هوايه عن الدلالين المذكورين أعلاه – يگولون عبارتهم المشهورة انظر إلى الجزء المليان من الكأس، قريت هذي القصة وقررت انظر إلى الجزء المليان من الكأس…. تصدگون؟ شفت زماننا أفضل من زمن القصة!
د. فراس محمد