Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
ما عندنا إلا ليلى وحدة! - د. فراس محمد

ما عندنا إلا ليلى وحدة!

انتشرت بالثلاثينيات موجة الأفلام المصرية، وكان أصحاب السينمات ببغداد يستوردون هذه الأفلام ويعرضوها، ولأن القيم الأصيلة كانت بعدها راسخة وقوية بالمجتمع لذلك كان النقاد يتابعون ويتكلمون ويحذرون من خطر محتوى بعض الأفلام، نفس النقاد كانوا يشجعون الناس على ارتياد السينمات لكنهم يدققون بنوعية الأفلام، موجة الأفلام المصرية كانت تحتوي أفلام محمد عبد الوهاب ببدايته، من بين النقاد نوري ثابت (حبزبوز) كتب عن هذه الأفلام وكان يگول: ((بالله عليكم شنو الفوائد الأخلاقية والاجتماعية والأدبية اللي يجنيها الشباب من هذي الروايات السخيفة؟ وشنو المغزى منها؟ روايات الوردة البيضاء الوردة الصفراء، دموع الحب، زفرات الحب، عبرات الحب، تنهدات الحب، الحب الضائع، الحب التائه… كلها روايات يقوم فيها بدور روميو المغني “المستخنث” محمد عبد الوهاب، بالله عليكم شنو اللي استنتجناه من هذي الروايات؟ ماكو غير شاب مغني حب بنية ففشل بحبه، وبالجهنم الأسود! كل هذي الأفلام يريد يعلن بيها هذا المغني للعرب أنه روميو القرن العشرين ويفتش عن جولييت بالأقطار العربية، لذا أني نيابة عن العراقيات أگول له: يابه.. من عدنا امسح بوزك! احنا ما عدنا إلا ليلى وحدة وهي مريضة وجا الطبيب يعالجها والشافي الله … اما أفلام الآنسة أم كلثوم فهي عارية من كل فن إلا صوت أم كلثوم))

يبين الدنيا دوارة وتغيرت 180 درجة، وبعد ما كنا ندقق بالمنتجات الفنية وونتقد الرخيص منها والتافه صرنا نصدر للدول العربية: تعال اشبعك حب حقيقي تعال… وجيناك بهاية “شنو هايه ما تدري”.. وما بيك خير وعشگ، وقافل على حبك صدگ، وگاطع بيه، وقائمة ثانية من أغاني المسبات والشتايم والانحدار الأخلاقي، مئات الأغاني العراقية الهابطة اللي تخرق طبلة اذنك صادرة من سيارات الشباب بالدول العربية وبدل ما نقدم شي يرفع الذوق ويخدم القيم صرنا نقد الانحطاط وصارت الأغاني المنحطة هي اللي تمثلنا بالخارج

أخيرا.. لما أراد محمد القبانجي قارئ المقام العراقي غناء قصيدة المجرشة رائعة الشاعر الملا عبود الكرخي اللي صاغها على لسان امرأة تطحن الحنطة بواسطة رحى حجرية يدوية حيث يصور فيها المعاناة والظلم الاجتماعي الذي لحق بالمرأة في تلك الفترة من تاريخ العراق، واللي يگول بمطلعها:

ذبيت روحي على الجرش وأدري الجرش ياذيها

ساعة وأكسر المجرشة وألعن أبو راعيها

رفض القبانجي غناء القصيدة على وضعها وغير بكلماتها، منها أنه حول الشطر الثاني إلى:

ساعة وأكسر المجرشة وما أريد انا راعيها

وگال ما أگول (وألعن أبو راعيها) لإن هذا يتنافى مع الذوق العام.

د. فراس محمد