د. فراس محمد
بغداد قديما وسائل التسلية بيها كانت محدودة، ومن بينها التجمعات اللي تصير بالگهاوي، وكان بعضها يعتمد على الكذب، مثل گهوة إبراهيم عرب، واحد من الكذابين اللي تعوّد الناس يتجمعون حوله وهو يسرد لهم قصصه، كان عنده صديق “يرگع” له كذباته.
يوم من الأيام گعد بمجلس وكان الحديث يدور عن الصيد، فگال الكذاب: آني مهارتي مشهورة بالصيد، والأخ يعرف (أشار إلى صاحبه اللي يرگع له)، فگال صاحبه:
هاي شنو؟! يمعود هاي مسألة مشهورة
استمر الكذاب وتشجع على الكذب، وگال: فرد يوم شفت عشرين حمامة فوگ شجرة.. صوبت البندقية وبطلقة وحدة وإذا بالعشرين حمامة توگع على الأرض.
تعجب الحضور، لكن صاحبه اللي يرگع له، گال: يابــه تره هاي كلش معقولة… لإن البندقية بندقية صيد، وكل خرطوشة بيها خمسين صچمة، يعني حتى لو الحمام خمسين مو عشرين هم احتمال يصيد الخمسين كلها.
تشجع الكذّاب واستمر، وگال: فرد يوم شفت دراجة خاتلة بين الشوك، صوبت عليها ورميتها ولما جيت عليها لگيتها مشوية ومملحة!
صاحبه اللي يرگع له، رأسا گال: معلوم لإن جنابك من رميتها التهب الشوك من بارود الخرطوشة والنار شوتها، أما الملح فهذا لإن الگاع كانت صبخة والطير تمرغل بيها من ألم الجرح والنار ولذلك تملح الجلد!
الكذاب عجبته السالفة، گال: لعد اسمعوا هاي: فرد يوم شفت فختاية موكرة على نخلة.. رميتها ولما جيت أشيلها لگيتها صايرة يخني!
تعجب الحضور واللي يرگع له ولا تنفس نفس، فالكذاب گال له: ولك احچي شبيك سكتت؟
گال له: ولك شحچي؟! السالفة ثخنت وصارت يخني! هسه آني منين أجيب البصل؟.. الحمص منين أجيبه؟.. معجون الطماطة منين أجيبه؟!
هاي تالي اللي يرگع للكذابين لو يغطي على المجرمين تاليها من يسووها يخني يبقى بوجه الأسود.
د. فراس محمد