د. فراس محمد
بنهاية ثلاثينيات القرن الماضي، كانت البرقيات تصل إلى العراق – وغيره – عن الحال في فلسطين، ووضع العصابات الصهيونية، لتنشرها الصحف، ومن بينها أخبار المحاكم، ولكم هذين النموذجين:
الأول: حكمت المحكمة العسكرية على حسن محمد أحمد من قرية (حلول) بالسجن عشر سنوات، بتهمة حيازة أسلحة نارية، وجاء في الاتهام أن المذكور وجد في منزله ثلاث رصاصات، واحدة محشوة واثنين فارغة (قوانات)… عاشت ايديكم خوش حكم – ولا تهون محاكمنا -.
الثاني: أصدرت المحكمة في حيفا قرارا يقضي بسجن زبلرمن (يهودي)، المتهم بحيازة عشر مسدسات، و1225 خرطوشة، مدة خمسة عشر شهرا… أشهد بالله أن القاضي رحيم وطبق روح القانون – هم.. ولا تهون محاكمنا -.
بهذي العدالة العوجة كانت تعمل محاكم الانگليز بفلسطين، وبنفس المنطق والعدل يتعامل أحفادهم الإعلاميين والسياسيين في الغرب – ولا يهون ذيولهم عندنا – مع القضايا في العالم اليوم… غاز يتسرب ويتسبب بحريق أو انفجار ويطلع صاحب البيت مسلم.. إرهاب وشبهة إرهاب، استرالي يملأ أسلحته بعبارات تنطق بالإرهاب الديني ويرتكب مجزرة بحق مصلين في مسجد بنيوزلاند… مختل عقليا ومتأثر بالألعاب الالكترونية.
أهم شي ما نترك هذا الحادث “العرضي” والتصرف “الفردي” والسلوك “البسيط” يؤثر على قناعتنا بأن الإرهاب ماركة مسجلة باسم المسلمين، ويا حبذا لو نقدم التبرعات لنيوزلاند وأستراليا مواساة للبلدين وتكفيرا عن ذنبونا، لأن في الحقيقة لولا وجود المسلمين هناك لما وقع هذا الحادث!
د. فراس محمد