في يوم من أيام الأربعينيات كان الأستاذ صبري الخطاط گاعد في بار أوتيل النصر ببغداد، بأيامها كانت ربعية العرگ بهذا الأوتيل بربع دينار، شرب صبري ربعه، وتفتح ذهنه وعيونه على المكان، واكتشف أن ميزه “طاولته” أصغر من كم ميز گاعد حوله بعض الشخصيات والذوات والوجهاء المعروفين، وأن ميزه صغير ومصلّخ ما عليه أورتي “شرشف” بينما الباقي أكبر وعليها أورتيات.
هنا صعدت الغيرة براسه، وصاح على البوي، ودار بينهم هذا الحوار:
ـ ولك.. هنا بيش الربع، وهناك بيش؟
ـ عمي.. شنو السالفة! هنا بربع دينار، وهناك بربع دينار، ماكو فرق.
ـ زين ليش ميزي صغير وما عليه أورتي والربعية بربع، وهذولاك ميوزتهم كبار وعليها أورتيات وربعيتهم بربع؟! وگام وصلخه بچلاق وگعه بالگاع وگال له: هي ابن منبوش الصفحة…. قابل دينارهم أكبر من ديناري!
هسه احنا عندنا نواب ووزراء ومدراء گاعدين على ميز صبري الخطاط، ونواب ووزراء ومدراء وحجاح وسادة وشيوخ گاعدين على ميز الذوات… هذولة شنو وضعهم؟ دينارهم أكبر من دينار الباقين، لو هم كامل الدسم والباقين قليل الدسم.. أفتونا مأجورين
د. فراس محمد