د. فراس محمد
كلما أفتح التلفزيون وأشوف أخبار العراق وتعليقات الناس على الأحداث، لو أشوف وسائط التواصل الاجتماعي وتعليقات الناس وهم “يونون” ويصيحون ويستريحون من الحكومة والسياسيين والأحزاب ويعضون أصابع الندم “البنفسجية” ويتحلّفون ويتوعدون انهم بعد ما ينتخبون، هالأشكال وهالأحزاب، واتذكر أن هذا الموضوع مستمر ومو جديد والسالفة صارلها 13 سنة وأربع انتخابات مو وحدة، أتذكر سالفة صارت ويه موظف الاشتراكات بجريدة حبزبوز سنة 1934 لما التقى بواحد من السكارى بأحد أوتيلات بغداد ودار بينهم هذا الحوار:
السكران: يابـــة … انت تشتغل بجريدة حبزبوز؟
الموظف: نعم أستاذ
السكران: يابــة انتوا ليش ما ترسلون لنا الجريدة وتخلونا نضطر نشتريها بكل أسبوع؟
الموظف: مولانا.. صاحب الجريدة ما يقبل يفرض الجريدة على أحد وما يرسلها إلا للي يشترك بها.
السكران: لا لا.. أرجوك.. سجلني مشترك.. احنا لازم نشجع الصحافة.
فيسجله الموظف مشترك بمفكرته ويروح الصبح ويخبر مدير الإدارة ويسجلوه بسجل المشتركين، ويجي المحاسب ويسجله مشترك حتى يستقطع منه اشتراك الجريدة نهاية السنة، وتبدا الجريدة توصل للمشترك الجديد عبر البريد بشكل منتظم، ولما انتهت مدة السنة وحان موعد دفع الاشتراك يروح الجابي لبيت المشترك حتى يحصل قيمة الاشتراك، وإذا بالمشترك يتملص وما يقبل يدفع الاشتراك السنوي، ويدور بينهم هذا الحوار:
الجابي: أنت مسجل مشترك لازم تدفع.
السكران: ((أغــاتي تره آني چنت سكران بساعتها ولوصت))
الجابي: انت صار لك سنة تقبل الجريدة بصورة منتظمة واحنا نحط طوابع وندفع ونرسل لك وكان بإمكانك أن ترفضها حتى لو بعد كم عدد، ليش بقيت تستلمها لنهاية السنة؟!
السكران: لا تطول بالكلام، دا أگلك چنت سكران بساعتها ولوصت.
معقولة احنا كل أربع سنين بنفس التوقيت نكون سكارى ونلوص؟! زين من نصحى ليش نقبل نكمل اللواص، لو احنا باقين بالأوتيل ما نصحى؟! ما علينا.. شوكت نخلص من هذا اللواص؟!
د. فراس محمد