د. فراس محمد
في الثلاثينيات كان مبنى السراي ببغداد – مقر الحكم العثماني سابقا – يضم أكثر دوائر الدولة، وكان شارع القشلة مفتوح للسيارات مع أن الشارع مكتظ بحركة المشاة، بس الأمور ماشية، تمر السيارة أو الباص، وطوط .. طاط .. طيط، والناس ينتبهون و “يوخرون” عنها.
نوري ثابت كان مقر جريدته “حبزبوز” بشارع الأكمك خانة – شارع المتنبي حاليا – مرة كان راكب بالباص ومر بشارع القشلة، وإذا بالسكن – السكند أو مساعد السايق – يطلّع جسمه من باب السيارة ويصيح: بــالك.. بــالك.. بالك يا أفندي.. بالچ يا حرمة.. بالك أبو كشيدة.. بالك يا ولد.. بالك أبو العربانة، والسايق لا طاط ولا طيط.. وهنا نوري ثابت صار عصبي وصاح على السايق: ولك هاي شنو، ليش أنت نزّاح وشايل صلوخ، لو سايق ووياك ركاب؟!
السايق گال له: مولانا هيچي أمر الشرطة، الهورنات ممنوعة من راس الجسر إلى مركز شرطة السراي.
ـ ليش يابــة؟!
ـ من طرف الأفندية اللي بالدوائر، حتى لا يدوخ راسهم!
يعني الشرطة حتى تريح الموظفين اللي اشتكوا من إزعاج الهورنات، منعتها بشارع القشلة ومو مشكلة صوت “السكن” القبيح يزعج الموظفين والناس ومو مشكلة إذا الباصات دعمت كم واحد!
هسه خلي نفتهم سالفة المتقاعدين اللي الحكومة تفضلت عليهم وخلت راتبهم كل شهر بدل كل شهرين، هذا القرار كان من “طرف” المتقاعد لو من “طرف” واحد ثاني؟! لإن يگولون بهاي الحركة طاير راتب شهر على المتقاعدين، وإذا المتقاعدين اشتكوا من بعد الراتب مع الغلاء تاكلون عليهم راتب شهر!
د. فراس محمد