د. فراس محمد
إسماعيل العبد كان مراقب بلدي بمنطقة القشلة وما حولها ببغداد، وكان لطيف وظريف من ظرفاء بغداد، محبوب ومقرب من الصحفيين والأدباء، إسماعيل كان يكنى بالعبد لأنه كان أسمر اللون، طويل القائمة، أنيق في هندامه الرسمي، وكان صاحب نوادر ونكت.
مرة راح للمصور الأهلي المرحوم عبد الرحمن أبو قدري، وهو مصور قديم ومشهور في بغداد، گال له: عيني أبو قدري أريد تصورني بس أترجاك تتطلع الصورة حلوة، يعني أريد شويه تبيض وجهي، وبالرتوش.. ها عيني.. تعدل خشمي الأفنص، أما شعري المفلفل فتگدر بالقلم تخليه سرح، عيوني وشفايفي الغليظة رفعها.. كل هذا وأبو قدري يگول حاضر.. حاضر، بعدين كمل إسماعيل وگال: وعيوني انطيها ضوء زايد حتى تبين ملونة، و….. و….
وهنا صاح أبو قدري: أوگف عيني أبو حقي.. صورتك حاضرة ما يحتاج أصورك، ومشى من مكانه وراح على صورة فاتن النساء الممثل رودولف فالنتينو، وشلعها من الحايط وسلمها لاسماعيل العبد وگال له: استلم صورتك أبو حقي بيها كل توصياتك، فضحك إسماعيل العبد، وگال له: عيوني.. لا تزعل شما يطلع من يدك آني راضي، لا يصلح العطار ما أفسده الدهر.على
ولا إعلانات هالأيام اللي نشوفها عن الوضع بالعراق، أمثال “رجعت” وجماعتها، تشوفها تگول: أيباه.. هذا العراق شوكت صار فالنتينو هالشكل، تروح تسمع الأخبار وتشوف الحقيقة تلاگيها إسماعيل العبد – الله يرحمه –!
د. فراس محمد