د. فراس محمد
أم البعرور هكذا كان اسمها، وهي أم التمن العنبر مركز منطقة الشامية الشرقية، في الديوانية، كان فيها أيام الاحتلال البريطاني ضابط بريطاني منصبه معاون الحاكم السياسي، وهو النقيب (جي. أس. مان).
ببداية أيام ثورة العشرين بالعراق، كتب رسالة لصديقه بتاريخ 18 يونيو/حزيران 1920، يقيّم بيها وضع منطقته، ويگول لصديقه: منطقتي لا يمكن أن تتأثر بالثورة، تدري ليش؟ لأن العشاير تحت حكمنا صارت تنتج أكثر، ويعرفون إذا انسحبنا راح يرجعون لأيام الوضع العثماني، واحنا سوينا طرق وسكك حديد لهم، والناس يعرفون إذا احنا بقينا راح يستمر التطور، بعدين احنا قللنا من تعسف وظلم الشيوخ الاقطاعيين، بحيث صار أضعف واحد بالعشيرة يگدر يقدم طلب يشتكي على الشيخ إذا أكل عليه مبلغ صغير.
وظهر بعد كم يوم أن النقيب نايم ورجله بالشمس، وتقييماته كلها خطأ، واشتعلت منطقته.
يگول الدكتور على الوردي عن النقيب مان: هذا مشكلته أنه كان عايش بقوقعة يشوف بعض الناس بالمنطقة يجون بمجلسه يمدحوه ويمدحون بريطانيا العظمى، وهو فرحان ومصدگ، عباله هذا الكلام صحيح، وما يدري أن نفس الناس بالعهد العثماني كانوا يگولون نفس الكلام للمتصرف والوالي العثماني، وما يدري أنها بالنسبة لهم مجرد ألفاظ تعودوا يكرروها!
ويگول لك شلون الانگليز صارت بيدهم مفاتيح العراق؟! غير من التجارب العملية.
د. فراس محمد