Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
لماذا ضرب أحمد حبزبز ذلك الأفغاني في بغداد؟ - د. فراس محمد

لماذا ضرب أحمد حبزبز ذلك الأفغاني في بغداد؟

الملا عليوي تعب من تصرفات ابنه أحمد، الشهير بأحمد حبزبز – أحد أشقياء بغداد وظرفائها في العهد العثماني الأخير ومن اسمه اقتبس نوري ثابت اسم صحيفته “حبزبوز” – الملا عليوي كان على العكس من ابنه لأنه كان رجل صالح وإمام مسجد، راح المسكين وراجع بعض الوجهاء من اللي بيدهم السلطة، وتوسل بهم يوظفون ابنه أحمد بأي وظيفة، المهم تبعده عن فعل الشر والسرقة، وفعلا عينوه بوظيفة “قولچي” – موظف جباية – على جباية الأغنام في الباب الشرقي.

باشر أحمد عمله وكان يجلس على “دچة” – دكة – تحت الطاق اللي كان موجود هناك في وقتها، وكلما مرت الأغنام من عنده يأخذ الرسوم من أصحابها، مرة من المرات جاء بدوي ساحب خروف بيده، فطالبه أحمد بدفع الرسم، لكن البدوي گال له: ((هذا الخروف هدية لبيت النقيب – نقيب اشراف بغداد – ماننطيه عليه رسم))

أحمد گال له: زين.. لعد اترك الخروف وروح لبيت النقيب جيب لي تذكرة منهم تگول هذا الخروف هدية لهم حتى أعفيك من الرسم.

البدوي گال له: آني ما أترك الخروف.. روح يطبك مرض!

البدوي ما يعرف أحمد حبزبز، وما يدري أنه يشتري الطلايب مشترى، وحقيقة أحمد كان سبع، أخذ “الچماغ” – عصا، هراوة – ونزل على البدوي وشبعه ضرب، والبدوي انهزم وركض لبيت السيد سلمان النقيب حتى يشتكي، بعد شويه رجع معه واحد أفغاني من “اللاوات” طويل القامة صدره عريض مفتول العضلات مكحلة عيونة عمامته كبيرة، وصرخ على أحمد حبزبز: ((ولك انت ليش يضرب هذا بدوي مال جناب نقيب؟!))

أحمد گال له: ((يابـه .. آني ما تعديت عليه.. بس گلت له: روح جيبي لي تذكرة من بيت النقيب حتى أعفيك من الرسم))

الأفغاني گال له: ((وانت ليش يگول له جيب تذكرة؟!))

أحمد گال: شلون لعد.. مال الناس فرهود؟

الأفغاني سب وشتم أحمد حبزبز، وهذا أحمد صاح: تخسى.. انا أبوك يا شهاب، ولگف “الچماغ” ونزل على راس الأفغاني بضربة قوية، بسببها ركض الأفغاني وانهزم، ولحگه أحمد وضربه من بعيد بالچماغ ضربة أصابته بظهره حتى وگع بالگاع وهو يبچي، وگام يركض، وأحمد وراه كل كم متر يضربه ضربة ما تخطي، والأفغاني يصيح: ((مدد يابير) يقصد حضرة الگيلاني رحمه الله، وأحمد يستمر بالضربات. بالله هذا الأفغاني لو يعرف قدر نفسه كان تحارش بحبزبز؟! يالله زين هالشكل شبع ضربات، هذا وبعدنا ما وصلنا لبيت النقيب.. عاد ما ندري كم ضربة ياكل إلى أن يوصل، هذا إذا وصل.

د. فراس محمد