اليهودي البغدادي أيام زمان من عاداته وهو خارج من بيته للعمل يتوقف عند الباب قبل الخروج ويمسك “سرگي” الباب – المزلاج – يسحبه للفتح ويرجع يدفعه بقوة – يغلقه – ويكرر هذي العملية مرات متتالية، وبكل مرة يدفع السرگي ويرجعه، يقول وحدة هذي العبارات: ((بهذا..تنفقس عينو اللي يتحاغش بي))، ((بهذا.. ينفشخ غاسو اللي يتحاغش بي))، ((بهذا تنكسغ ايدو اللي يتحاغش بي))… الخ، وللتوضيح كان يدعو على من يتعدى عليه خلال النهار بأن تفقأ عينه ويفج رأسه وتكسر يده بهذا السرگي أو المزلاج، أو شي مثله في القوة، وبعدها يخرج لعمله.
المشكلة لما يصادف هذا اليهودي خلال النهار واحد سرسري يجره من “پسكولته” – الخيوط السوداء الحريرية المعلقة بالفينة “الطربوس” وتتدلى منه – أو واحد شلاتي ينهب منه دجاجة، أو واحد أدبسز “يورّث” – يشعل – لحيته بشخاطة – كبريت –
ذاك الوقت اليهودي يصرخ ويقول: “وي.. إش قلنا الصبح”! يقصد أنه دعى الصبح على هذا المعتدي وأمثاله ويريد من الله الإجابة. احنا وضعنا صاير مثل اليهودي البغدادي أيام زمان، كل فترة تتعطل مصالحنا لو وزارات الخارجية بالدول تستدعي سفرائنا تغسلهم غسلة زينة، لو ترجع أمريكا تستخدم القوة داخل العراق، وكل هذا بسبب ذيول إيران وتبعيتهم وتنفيذهم مصالحها داخل العراق وتأثيرهم على سياسته الخارجية، ولو الموضوع يتوقف على الضرر بأساس المصايب خير وبركة، لكنه يتعدى على باقي الناس، واحنا نرجع ونقول: “إش قلنا الصبح” بس هذا مو حل، ولا كان، ولا يصير حل بيوم من الأيام، ما دامنا تاركين السرسري والشلاتي والأدبسز عايش وينا، ويمشي أمورنا بكيفه.
فراس محمد