د. فراس محمد
ملخص البحث سيكون البحث متاحا للتحميل بعد نشره في المجلة العلمية من هنا
يعرف علم نقد الحديث بأنه علم يبحث في تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة ، وبيان عللها، بألفاظ مخصوصة ، ذات دلائل معلومة عند أهل الفن ”
وهكذا فإن النقد الحديثي يهدف إلى التمييز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة ، وهو في هذا يرتكز على دعامتين :
الدعامة الأولى : نقد السند – أو ما يسمى النقد الخارجي – :
وقد اعتنى المحدثون بهذه الدعامة ، وجعلوها الأصل الأول الذي بنوا عليه نقدهم ، على اعتبار أنه الأساس الأول في إثبات النص عن مصدره، وتوثيقه إلى القائل به أو نفيه عنه .
الدعامة الثانية : نقد المتن – أو ما يسمى بالنقد الداخلي – :
الذي يتناول دراسة محتوى النص ونقد مضمونه ، لمعرفة صحته ، وسلامته من التصحيف .
وقد عني المحدثون أيضا بهذا الجانب ولم يغفلوه ، إلا أن هذه العناية لم تكن أمرا مشتركا عند جميع المحدثين، وإنما خُصَّ بها الجامعون بين الحديث والفقه.
وقد عرف النقد الحديثي تطورا ومر بمراحل متعددة شأنه شأن جميع العلوم، وكان في كل مرحلة من هذه المراحل ينموا ويتطور حتى تكاملت صورته وازدهر فنه، وكثر التأليف والتصنيف فيه، وتقسيم هذه المراحل تختلف من باحث إلى آخر، حسب وجهة نظر كل باحث، وبما أن هذا المقام لا يسمح لنا بالتطويل، اقتصرنا فقط على بيان مرحلة النقد في عصر السلاجقة، فقد شهد نقد الحديث تطورا كبيرا سندا ومتناً، وازدهر في عهد السلاجقة، إذ انبثق مدونا في هذه الفترة، وظهرت كتب المصطلح، كذلك استدرك العلماء في هذه المرحلة ما فات من كان قبلهم.
وتعد هذه المرحلة مرحلة التأليف الجامعة، وانبثاق فن علوم الحديث مدونا، وانكب العلماء في هذه المرحلة على تصانيف السابقين، واستدركوا ما فات السابقين، فوجدت كتب في علوم الحديث لا تزال مراجع لا يغني عنها غيرها، وتميزت هذه المرحلة بالتأكيد على نقد السند، استنادا إلى أقوال أئمة الجرح والتعديل، بعد جمعهم لها والموازنة بينها، ووضع القواعد الخاصة بها، فظهرت كتب المصطلح.
وسيسلط البحث الضوء على هذه المرحلة لإبراز دور السلاجقة في خدمة علم الحديث وتطور نقده
بقلم: د. فراس الزوبعي