Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
الميليشيات.. حمل إيران الثقيل - د. فراس محمد

الميليشيات.. حمل إيران الثقيل

يقال إنه في أحد لقاءات طارق عزيز، وزير خارجية العراق الأسبق، بوزير خارجية أمريكا الأسبق جيمس بيكر، في الأردن عقب احتلال العراق للكويت سنة 1990، أن جيمس بيكر بيّن لطارق عزيز أبعاد العقوبات الاقتصادية على العراق، فقال له طارق عزيز؛ لا يهم نحن دولة غنية بالنفط ولن نتأثر، فقال له نفطكم اشربوه.
يبدو أن آثار انخفاض أسعار النفط على إيران موجعة وستكون ثروتها النفطية كثروة العراق بعد عام 1990، وستوصلها للنتيجة ذاتها، فإيران تعتمد على النفط بشكل كبير، وهي بالإضافة إلى أعبائها الاقتصادية المحلية مثقلة بحمل كبير بسبب سياستها التوسعية ومحاولتها احتلال الدول المحيطة بها بواسطة الميليشيات التابعة لها في دول عدة، فهذه الميليشيات أصبحت عبئاً كبيراً يكلف إيران مليارات الدولارات، صحيح أنها لم تتأثر في الفترة الماضية لأنها كانت تنفق على هذه الميليشيات من خيرات الدول التي تنفذت فيها، يعني «من لحم ثوره اطعمه» تسيطر ميليشياتها على منابع النفط وتصدر لحساب إيران التي تنفق وتسلح وتدرب من هذه العائدات، لكن منابع النفط في سوريا باتت تحت سيطرة «داعش» والنفط الذي تسيطر عليه في العراق هبطت أسعاره، بينما عمل ميليشياتها مستمر ويتوسع من لبنان وحتى اليمن التي أصبحت تحت حكمها، فكيف ستغطي تكلفة هذه الميليشيات.
مرة أخرى تتبع إيران النهج ذاته في عملية التمويل اللازم، والمتابع للأحداث يلحظ ذلك في أسلوب عمل ميليشياتها، فخلال الفترة الماضية نشطت في العراق أعمال الخطف وطلب الفدية التي تراوحت بين 30 – 500 ألف دولار بحسب نوعية المخطوف، ثم تدخل هذه الأموال كودائع في حسابات مصرفية عراقية ليتم استثمارها والمضاربة بها وتبييضها بحسب مراقبين، أما في اليمن فيذكر أن الحوثيين قبل انقلابهم الأخير بدؤوا بفرض رسوم على أصحاب المحلات والتجار، لكن مع كل ذلك هذه الأعمال لا يمكن لها أن تفي بالغرض، فهذه الميليشيات محرقة أموال، وهذه الإجراءات لا يمكن لها بحال من الأحوال أن تحل محل واردات النفط الذي تدهورت أسعاره.
انتشار ميليشيات إيران في دول عدة قضية إستراتيجية بالنسبة لها ولا يمكنها التخلي عنها وفي الوقت ذاته تعد عبئاً كبيراً وحملاً ثقيلاً، لذا ستحاول بكل الطرق والوسائل إيجاد الحلول لتخرج من هذه الضائقة، لكن الأمر ليس باليسير فشركاء إيران يعانون المشكلة ذاتها، والدول القريبة منها تعاني من هذه الميليشيات وليس من مصلحتها مساعدة إيران فتكون كمن يغذي عملها، وثروتها النفطية وثروات العراق لن تسعفها في هذا المجال، أما احتلالها لليمن مؤخراً فيأتي في هذا السياق، لا ليسهل عملية التمويل بل ليكون ورقة ضغط تفاوض بها لمعالجة أسعار النفط.

بقلم: د. فراس الزوبعي