Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
ماذا يعني قاسم سليماني يقاتل الإرهاب؟ - د. فراس محمد

ماذا يعني قاسم سليماني يقاتل الإرهاب؟

لم يشأ رئيس وزراء العراق حيدر العبادي أن يجعل كلام هادي العامري زعيم ميليشيا بدر الشيعية، حبيس القنوات الفضائية العراقية التي لا يشاهدها أحد سوى أتباع الأحزاب التي تنطق باسمها هذه القنوات، فأراد أن يصل صوت العامري إلى العالم بأسره، فاختار مؤتمر «دافوس» الذي يحضره زعماء العالم ليعلن منه أمامهم أن سليماني وفيلق القدس في العراق يقاتلون، والقضية ليست سراً لنخفيه عن العالم. أما العامري فقد قال قبل أيام «لولا مساندة إيران وقاسم سليماني وفيلق القدس، لما كانت الحكومة العراقية في بغداد ولأصبحت في المنفى»، فأراد العبادي بهذا الإعلان أن يعترف لإيران بالجميل.
سليماني وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والمرتبط بخامنئي مباشرة كانت أمريكا قد صنفتهما إرهابيين في العام 2007 والاتحاد الأوروبي فعل الشيء ذاته في العام 2011 ووضعت حظراً على سفر سليماني، ومع ذلك تغض الطرف عن وجوده الآن في العراق، علماً أنها في السابق اتهمته بالتدخل في العراق وزعزعة أمنه، ولو لم يكن سليماني متأكداً من موقف أمريكا من تحركاته لما تجرأ على إدارة عملياته من العراق، فهو يدير مشروع التمدد الإيراني في العالم وليس في العراق وحده، وما يحصل في الدول التي تحتلها إيران بواسطة ميليشياتها وآخرها اليمن لا يمكن معالجته إلا من العراق لأن المشكلة بدأت من هناك ورأس الأفعى هناك.
أما وصف العبادي والعامري وباقي أتباع إيران في العراق لسليماني بأنه يحارب الإرهاب، فالمقصود منه معروف، كون الحكومة الشيعية في العراق سواء التي رأسها الجعفري أو المالكي أو العبادي تعتبر العرب السنة إرهابيين بمجملهم، ومصطلح الإرهاب عندما يستعمله قادة العراق الجدد يريدون به العرب السنة، وما يفعله سليماني يؤكد هذا الكلام فهو يتواجد في أماكن العرب السنة التي تجري فيها حالياً أكبر موجة تهجير في التاريخ الحديث، تغير فيها ديموغرافية مناطق بأكملها على يد هذا الشخص تفجر البيوت وتحرق المزارع ويقتل الرجال وتحمل النساء والأطفال بعربات الحمل الكبيرة ويلقون على بعد عشرات ومئات الكيلو مترات عن قراهم ومدنهم، ثم يؤتى بآخرين من أتباع إيران ليسكنوا فيها، كل ذلك بتخطيط وتدبير وإدارة قاسم سليماني، أما موضوع قتاله داعش فهذه أكذوبة ودوره لا يتعدى دور المراقب لأداء داعش، ثم يدخل الأماكن التي تنسحب منها ليبدأ عملية تهجير أهلها والفتك بهم.
العبادي لم يكن تصريحه متناسقاً، فهو أكد وجود سليماني في العراق وفي الوقت ذاته قال «لا يوجد جندي إيراني واحد على أرض العراق وسليماني وجوده رسمي» مع أن إيران تقيم مراسم تشييع رسمية لجنودها وضباطها الذين يقتلون في العراق وسليماني جنرال في الحرس الثوري، فماذا يعني العبادي بقوله «وجوده رسمي في العراق» هل يعتبره سفير النوايا الحسنة! أم أن العبادي يعتبر العراق محافظة إيرانية وجنود إيران هم داخل بلدهم!.

بقلم: د. فراس الزوبعي