Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
ثلاثة سيناريوهات لما بعد الاتفاق النووي - د. فراس محمد

ثلاثة سيناريوهات لما بعد الاتفاق النووي

بدون مقدمات ومن غير الدخول في تفاصيل الاتفاق النووي؛ هناك ثلاثة سيناريوهات لما بعد الاتفاق مع إيران، الثالث أقربها.
السيناريو الأول؛ أخذ إيران إلى النهر وإعادتها عطشى، كما فعلت أمريكا مع العراق عقب أبريل 1991 عندما شكلت الأمم المتحدة لجنة «أونسكوم» لنزع أسلحة الدمار الشامل، وفتشت كل شيء وانسحبت بقرار من رئيسها سنة 1998، ليضرب العراق بعملية «ثعلب الصحراء» فتتشكل بعدها وبموجب قرار مجلس الأمن رقم 1284 لجنة «أنموفيك» المكلفة بمسؤولية اللجنة السابقة بالتأكد من إزالة برامج أسلحة التدمير الشامل والصواريخ المحظورة.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقوم بالتفتيش على المنشآت النووية العراقية وفقاً لاتفاق الضمانات الموقع بين الوكالة والعراق للتأكد من تطبيق الضمانات المحددة، ووفقاً للقرار 1284 ترفع العقوبات عن العراق بعد 120 يوماً من تعاون العراق مع «أنموفيك»، وتعود العقوبات بشكل تلقائي حينما يفشل العراق في إظهار تعاونه معها.
ومع أن العراق تعاون معها لدرجة أنه قبل الإهانة والتعدي على سيادته ونقل معلوماته إلى إسرائيل باعتراف رؤسائها، إلا أن العقوبات لم ترفع عنه، وكانت اللجنة تعمل بقرارات الولايات المتحدة وليس الأمم المتحدة، وأن رؤساءها قدموا تقاريرهم للولايات المتحدة قبل أن يقدموها لسكرتير الأمم المتحدة.
الاتفاق النووي الأخير مطابق لذاك الاتفاق من حيث آلية رفع العقوبات المشروطة بدخول لجان التفتيش إلى كل المواقع في إيران، وتأكدها من تنفيذ بنود الاتفاق ثم ترفع تقريرها وبعد التأكد ترفع العقوبات تدريجياً، وفي حالة خرق الاتفاق تعود العقوبات تلقائياً خلال 65 يوماً دون الرجوع إلى مجلس الأمن وذلك لتجنب فيتو روسي أو صيني، وضعت فترة الـ65 يوماً لتشكيل لجنة مصغرة من دول الـ5+1 مع إيران لحل سوء الفهم أو الخلاف، لكن ذلك لا يعني أنها ستصل بالضرورة إلى حل؛ ففي قضية العراق وضعت 120 يوماً لرفع العقوبات ومع ذلك لم يرفعها إلا الغزو، ولا ننسى تعليق أوباما على الاتفاق بقوله «الاتفاق مبني على التحقق وليس الثقة»، أي أنه أعطى العذر لنقضه مقدماً، هذا السيناريو سيوقف التقدم الإيراني ويكشف كل أوراقها العسكرية أمام أمريكا دون مكاسب أخرى للأمريكيين.
السيناريو الثاني؛ يقوم على تحقيق بنود الاتفاق بشكل كامل ويدخل إيران في النادي النووي بشكل حقيقي، ويرفع عنها العقوبات، ويفتح أمامها السوق الدولي، والأهم من ذلك يدخلها في وضع مختلف من العلاقات مع أمريكا والعالم، ويطلق يدها في المنطقة موسعاً دورها الحالي، لتعود إيران شرطي المنطقة كما كانت على عهد الشاه، وبحسب هذا الاتفاق فإننا أمام تحالف صفيو – صليبي وصفه المفكر ربيع الحافظ بقوله «الفرس والروم يصححون خللاً سياسياً إقليمياً عمره 1436 سنة دفعوا ثمنه معاً في إعادة خريطة ما قبل يوم ذي قار»، وهذا السيناريو الخاسر الأكبر فيه الدول العربية المحيطة بإيران، وهذا أسوأ سيناريو يمكن أن يحصل بعد الاتفاق.
أما السيناريو الثالث؛ فهو خليط بين السيناريو الأول والثاني، وسيكون تفصيله ونتائجه في المقال اللاحق.
.. فللحديث بقية

بقلم: د. فراس الزوبعي