د. فراس محمد
النبلاء والوزراء في بلاط الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا، كانوا يتشاورون ويتجادلون ويختلفون بالرأي وينقسمون إلى فريقين وبعد ما تنضج الفكرة كل فريق يرشح واحد يصيغ الكلام والرأي بشكل دقيق ويروحون الاثنين اللي يمثلون وجهات النظر إلى لويس الرابع عشر بقصر فرساي وكل واحد يعرض فكرة فريقه ولويس ما يتكلم ولا كلمة ونظراته محيرة وبعد ما ينتهون من الكلام وتكون اللحظة الحاسمة اللي يتخذ فيها القرار يقول للاثنين عبارة وحدة: ((راح نشوف)) ويتركهم ويمشي وبعدها ما يسمعون منه ولا كلمة بخصوص الموضوع لا هم ولا باقي الوزراء والنبلاء لكن بعد أسابيع يتخذ قراره وينفذه وما يشغل نفسه باستشارتهم مرة ثانية
لويس كان قليل كلام وكل المقربين من النبلاء والوزراء ما يعرفون عنه شي بينما هو يعرف ما في نفوسهم وكان صمته يرهبهم ويخضعهم له حتى أن القديس سيمون يقول: ما كان أحد يقارن به في بيع الكلمات والابتسامات والنظرات وكل شي عنده كان قيما لأنه كان يعطيه القيمة ومهابته وجلالته تزداد بسبب شح كلماته
لويس في بداية شبابه كان متكلم ويتكلم كثيرا لأنه معجب بفصاحته وقدرته على التعبير لكن السلطة أجبرته يلبس قناع الصمت
عاد تعال فهم اللي يهذر اربعة وعشرين ساعة وما تعرف شي يريد وسوالف بلا فعل ومقتنع أنه حاكم