Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
الجدية في العراق مهنة مستوردة - د. فراس محمد

الجدية في العراق مهنة مستوردة

المثل العراقي يگول: ((الملعون ابليس اشتغل بكل مهنة يوم واشتغل بالجدية أربعين يوم)) والسبب أن الجدية مريحة وفلوسها هوايه، لكن ما يشتغلها إلا اللي ما له حيا ولا كرامة، والحقيقة المجادي موجودين بكل مكان بالعالم، لكن بالعراق أيام العهد الملكي كان عددهم لافت للنظر خصوصا بالمدن الكبيرة، يگول الأستاذ فخري الزبيدي اللي كان أمين العاصمة بالعهد الملكي صاحب كتاب بغداد – تگدرون تگولون كان يشغل منصب عبعوب بدون تشابيه بس هو ما عنده مثل إنجازات عبعوب العظيمة بس اثنينهم ألفوا كتب ولا تدققون زايد بمحتوى الكتب – المهم فخري الزبيدي يگول شفت 99% من المجادي بالمدن الكبيرة بالعراق إيرانيين وكانوا يتفننون بالجدية واحد مسوي نفسه فتاح فال وواحد جايب وياه عگارب وحياية وواحد ناثر شعره على كتفه وشايل كشكول بيده ويخلط كلمات فارسية على عربية ما لها معنى ومنهم من حافظ له كم قصيدة يلقيها بالگهاوي ويجمعون له فلوس وواحد يگعد بالطريق يقرا قرآن بصوت قبيح وبأغلاط فظيعة ومنهم من يظهر لك عاهة بجسمه أو يجيك ما عليه ملابس وكانت أعدادهم تزيد بمدن مثل بغداد والنجف وكربلاء، ومرة رحت گعدت بگهوة بالنجف وصرفت خردة بجيبي سويتها 320 بيسة وكل ما يجيني مجدي امعن النظر بوجهة وأطلع له بيسة وحدة وبخلال گعدتي بالگهوة خلصت البيسات والمجادي بعدهم يجوني مثل الجراد وما تكرروا، وشفت من المجادي من يطلب بزجر ولسانه طويل ولما سألته ليش هالخشونة طلع لي ورقة موقعة من بعض الوجهاء مكتوب بيها ضرورة مساعدة هذا الإنسان وبعد التتبع اشتريت وحدة من هذي الأوراق بليرتين.
يگول أيضا بحثت عن العلة ليش المجادي أغلبهم إيرانيين فعرفت سببين: الأول أن كثير من الفلاحين والفقراء الإيرانيين يضحك عليهم المتعهدين مال الزيارة ويقنعوهم أن المصاريف قليلة وبعد ما ياخذون منهم مبلغ بسيط يورطوهم ويتركوهم، أما الثاني وهو الأهم فإن أكثر الإيرانيين كانوا ينوون الزيارة والسفر بدون نفقات على أمل يحصلون اللي يحتاجوه بالطريق ويرجعون بفلوس لبلدهم من خلال الجدية، يعني مثل النشالين اللي يروحون لمكة أيام الحج والعمرة يعتبروه موسم للتحصيل.
الله يرحم الأيام اللي كانت إيران مكتفية بيها بتصدير المجادي للعراق لو باقين عليها على علاتها هوايه أحسن.