تالي الليل تسمع حس العياط!

تدرون أحمد حبزبز واحد من شقاوات بغداد وكان شراني وسكير والناس تخاف منه لإن خنجره بحزامه، لكن مع ذلك كان واحد صاحب نكتة، – كان صديق عبد الله الخياط الظريف البغدادي – وحبزبز هذا بالليل يسطو على البيوت يبوگ اللي يگدر عليه هو وجماعته، وبيوم دخل بين واحد من أغنياء بغداد وابتدوا جماعته يفتشون بالبيت وهو راح وگف بباب البيت يراقب، لما جماعته تأخروا بالتفتيش وعرف أن دورية حجي أحمد آغا – الشرطة الليلية – راح تمر بالمكان، طلّع جدر من البيت وأكو سعف بباب البيت حط شويه تحت الجدر وشعلها وطلع منديله وحطه على عينه على أساس يبچي، وصل حجي أحمد آغا يمه، ولك شبيك؟ گال له: مولانا جنازة.. شنو مرأة..رجال؟ لا والله آغا شاب هسه انطاك عمره.. الأغا گال له: لك شو سنطة ماكو عياط صراخ؟ گال له: مولاي تالي الليل تسمع حس العياط.. الأغا ما افتهم وتركه وكمل مسيره ويه الدورية.. وبعد ما خلص أحمد حبزبز وجماعته شغلهم، گعدوا أهل البيت واشتغل العياط (( يبووووو … يبووووو .. يبوووو.. حرامية… باگونا)) سمعهم أحمد آغا وراح يركض هو ودوريته.. لك ها .. شكو؟  گالوا له: حرامية نهبوا البيت.. ولكم شنو حرامية .. گبل شوية مريت من هنا گالوا لي أكو جنازة وشفت واحد يحمي ماي للميت.. گالوا له وين أكو ميت هذا أكيد واحد من الحرامية، وبساعتها يالله انتبه الأغا لعبارة (تالي الليل تسمع حس العياط)، ومن يومها صارت مثل للبغداديين.

يعني هذا حبزبز شگد هو سرسري وحرامي وشراني بس مع ذلك كان حريص يخلي العياط وراه حتى الناس ما تعرفه…بس مثل السرسرية اللي عندنا ما شفنا ولا شاف العراق بتاريخه.. العياط والصراخ من فسادهم وبوگهم وجرايمهم گدامهم وعيني عينك مستمرين بالبوگ ويترشحون للانتخابات.. وعلى گولة ذاك الرجال: والمفاجأة.. الناس تنتخبهم.