موعظة حبزبوزية رمضانية

برمضان سنة 1935 يگول نوري ثابت الكروي (حبزبوز) صاحب جريدة حبزبوز الشهيرة، زارني بمقر الجريدة رجال شايب كان يخدم والدي (ثابت بيك) بالإحساء سنة 1904 آني ما شايفه من 30 سنة من أيام ما كنت طفل وكان يشيلني يركبني على الحمار، فسلم علي وقبلت يده اللي كانت تحملني وآني صغير، وبعد السلام أمطرني بالأسئلة، من بينها: يگولون صاير أبو جريدة؟ نعم .. ويگولون صاير تقدم موعظة للناس برمضان من خلال الجريدة؟ نعم.. زين انت بكيفك تقدم الموعظة لو ماخذ تخويل من مديرية الأوقاف؟ لا آني ما احتاج التخويل الجرايد هي المنبر فإذا كانت أقلام المحررين صميمة تقود الناس إلى الصراط المستقيم وإذا كانت مأجورة تقودهم مع المغضوب عليهم والضالين، وآني مسلم موحد.

الشايب گال له: الله يهديك يا ولدي ما تفسر لي معنى الصوم، هل معناه ما ناكل ولا نشرب؟ حبزبوز گال له: هذي مشكلتنا الناس افتهمت من قوله تعالى : ((فكلوا واشربوا حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)) أكل الزلابية والبقلاوية والشعر بنات والقطايف ولعب المحيبس والطاولي والدومنة، وصارت هذي الترهات من أركان الصوم، أما قوله تعالى: ((ثم أتموا الصيام إلى الليل)) فما فهمنا منه إلا الامتناع عن الأكل والشرب كأن كل الموبقات اللي نرتكبها مسموحة، وإذا سألتني عن صايم يستبيح كل شي ويمتنع عن الأكل والشرب وبمن تشبهه فأگول لك: هذا يشبه حمار مربوط على معلف ومانعيه من الأكل.

الله يرحمك يا حبزبوز تعال وشوف كم واحد صار مربوط على المعلف برمضان.