د. فراس محمد
بإحدى جولاته، الملا عبود الكرخي زار رئيس بلدية الناصرية بديوانه، وهم يسولفون دخل واحد، سلّم وگعد، وحسب الأصول والعادات، يعرّف صاحب المجلس الشخص الداخل على الضيف الأول، فگال للكرخي: أقدم لك ياسر العتابي، فالكرخي گال له: أشكرك أعرفه گبلك زين، من عهد الاحتلال الانگليزي لأنه كان صديق الانگليز وجاسوسهم، – وفعلا كان جاسوس تابع لضابط الاستخبارات البريطاني الميجر ماكدونيت – ضحك رئيس البلدية وگال للكرخي: يابه انت طلعت جهينة، صحيح هو كان صاحب الانگليز.
أما ياسر العتابي ما اهتم للموضوع وضحك وگال لهم: لعد اسمعوا هذي السالفة: بأيام العثمانيين كان بالشطرة شخص اسمه ملا محمد بن علي آغا يشتغل (روضة خون) وكان شخص أنيق ومرتب، وصادف إني كنت گاعد وياه عند طابور أغاسي (رتبة عسكرية) المدينة، فالملا محمد گال للطابور أغاسي: تره أنت تعرف والدي.. گال له منو أبوك؟ گال: فلان.. الطابور أغاسي گال: أووووووه عرفته… أبوك علي آغا كان وياي بالحلة بزمن الهايتة وتربطني به صداقة قوية.. الله يرحم أبوك كان يشرب العرگ بالقندرة، ويلعب قمار، وفاسق فاجر، بس خيال بارع وأحسن واحد بضرب الدگنگك (الرمح)، الطابور أغاسي يسولف ويعدد مساوئ أبو ملا محمد وهو يبچي لإن تذكره، فالملا محمد گال له: مولاي.. انت هتكتني بهذا التعريف وفوگاها تبچي!
على هالسالفة وبعد اللي مر به العراق والعراقيين خلال السنين الأخيرة، إذا احنا ما نريد نصير مثل الملا عبود الكرخي والطابور أغاسي، ما راح نگدر نگول على نص الناس ان احنا نعرفهم!