Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
جاز باند.. ستوب! - د. فراس محمد

جاز باند.. ستوب!

في ليلة راس السنة الميلادية 1935 وبواحد من فنادق بغداد الراقية، أقيمت حفلة ساهرة راقصة بهذي المناسبة، وبعد ما شرب الحضور ولعب (عصير العنب) بروسهم، بدأوا يرقصون “أزواجا”، على أنغام الموسيقى الغربية (الجاز باند)، بهذي الأثناء دخلت بنت بصحبة واحد من السياسيين (كان من دعاة الوحدة العربية)، البنت وصلت للفندق جاهزة – شاربة عصير العنب بمكان ثاني ودخلت تتمايل – وبوجههم على المسرح، وبعد وصلة رگص ثنائية، قررت تنفرد وترگص وحدها، رگص – يگولون ابليس استحى منه وتغطى باللحاف حتى ما يشوفها – إلى هنا والموضوع عادي، لإن اللي يدخل فندق بليلة مثل هذي ويروح لملهى الفندق شنو يشوف؟! قابل راح يحصل البحتري يلقي قصيدة بالمناسبة، لو راح يحضر ندوة ثقافية موضوعها مسلة حمورابي! أكيد راح يشوف الناس يلهون، لكن الغريب اللي صار إن بعد ما قررت البنت تتحف الحضور بمهاراتها الفذة، فار الدم بعروق واحد من الشباب الحاضرين، وضرب على الطاولة اللي كان جالس عليها وصاح بعلو صوته (جاز باند.. ستووووب) معلنا إسكات الموسيقى، هذا الشاب كان الإعلامي والصحافي يونس بحري، ومع أنه حاله حال المحتفلين، لكنه وقف يخطب بالحضور، وگال لهم: كلنا عندنا خوات، وبنات، وبنات أخوان، وبنات أخوات، وبنات اعمام، وبنات عمات، وبنات أخوال، وبنات خالات، وبنات جيران… بالله عليكم، منو منكم يقبل يسلم هالبنات بيد معلمة مثل هذي! وأشر على البنت اللي كانت وما تزال ترگص وما مهتمة ليونس بحري وهو يتكلم ويه الحضور، لكن لما أشر عليها توقفت عن الرگص، وبعد كلام يونس عنها توجه الحضور وطردوها بالقوة من القاعة وما نفعها دفاع الأخ السياسي صاحبها، وطلعت البنت وحدة من المدرسات العربيات اللي كانوا موجودين ببغداد بكثرة بأيامها ويدرّسون بمدراسها، ويونس بحري يعرف أن هذي معلمة، ودفعته الغيرة على البنات اللي تدرسهم، وعرف أن تصرفات المدرسة مع أنها شخصية لكنها ما تتناسب ومهنتها التربوية وأن تصرفها مؤشر خطر على جيل البنات اللي تدرسهم…

وين صارت هذي الغيرة؟! … وين صار وضع التربية والتعليم هذ الأيام؟