Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
چا وين اشچخه! - د. فراس محمد

چا وين اشچخه!

من بداية العشرينيات وتأسيس البرلمان بالعراق صار شيوخ العشاير من كل مناطق العراق يشترون بيوت أو يؤجروها في بغداد إما لأنهم نواب أو طامعين بالنيابة فيريدون يبقون بالصورة، وكانوا يسكنون وسط بغداد بأحيائها المعروفة لكن بالثلاثينيات بدت بغداد تتوسع والمحلات القديمة صارت ما تعجب والمودة صارت بالسعدون والبتاويين وغيرها من المحلات الجديدة

واحد من الشيوخ المذكورين ضاج من المنطقة اللي ساكنها وحب يعيش بمناطق العظماء والأغنياء فطلب من أحد الدلالين يشوف له بيت جديد يليق بمستواه ومخصصاته الشهرية وفعلا حصل له بيت وبدأ العبيد اللي عنده ينقلون الأثاث باللوريات، لكن جناب الشيخ اصطدم بمشكلة عجز عن حلها، وهي التليفون.. شلون ينقله وياه، وگف بالشمس وكانت أيامها ربيع… يتفرج على الأثاث وهو يطلع من بيته ويحسب للتليفون، بهذي الأثناء مر عليه واحد من الصحفيين ويبين كان واحد “شقندحي” فاستنجد به الشيخ وگال له هذي المشكلة ما أدري شلون أحلها.. دخيلك شسوي لهالتليفون؟ ضحك الأخ الصحفي وگال له: هاي اللي هامتك؟ هذي من أسهل ما يكون..

شلون؟

گال له: اگطع التيل (الواير) من المكينة (جهاز التليفون) واخذ المكينة وياك لبيتك الجديد وهناك اشچخ (ثبت) التيل بالحايط (الجدار) وأبوك الله يرحمه..

گال له: صدگك؟!

گال: وحياتك ما يحتاج أكثر من هذا

گطع الشيخ التيل وأخذ المكينة لبيته الجديد وهناك حفر فتحة صغيرة بالحايط و “شچخ” بيها التيل حسب تعليمات الصحفي وجاب شويه جص وثبت الواير… ولما جا وقت المخابرة رفع سماعة التليفون – وأيامها ماكو خط واتصال مباشر بمجرد أن ترفع السماعة تتكلم ويه موظف البدالة وتطلب الرقم وهو يربط التليفونين من البدالة – رفع السماعة وگال هلوو بغداد.. هلوو بغداد … ولك بغداد ليش ساكت ابن البابوج.. عجييييب تره هسه أجي أكسر راسك.. ملعون الوالدين انت يمكن ما تعرفن آنا منو؟! أطني .. أطني المدير العام وآنا أعلمك…. بسيطة ما يخالف هسه أروح للمديرية العامة وأعلمك… الخلاصة خلص كم دقيقة يسولف ويه نفسه بالجهاز وراها نزل ركب سيارته ودقايق وهو بمكتب واحد من كبار موظفي مديرية البرق والبريد العامة… وبدون سلام بدأ يشتكي ويگول: هو هذا شغلكم صار لي ساعتين أگول هلووو بغداد بالتليفون وملعون الوالدين جاعد يتمزهد وياي وما ينطيني جواب؟ الموظف گال له مو ممكن أبدا… گال شلون مو ممكن ليش آنا أكذب؟! گال له حشاك من الكذب .. استريح هسه أحقق بالمسألة، وحالا رفع سماعة التليفون وطلب مفتش التليفون وأمره يحقق بالشكوى ويخبره فورا والشيخ گاعد بمكتبه بعد نص ساعة دخل المفتش للمكتب وهو حابس ضحكته وگال له: الشيخ لما انتقل للبيت الجديد ماخبرنا أنه يريد ينقل التليفون.. گطع السلك وثبته بالحايط وآني رحت بنفسي للبيت وشفت المكينة شلون مربوطة!

اعترض الشيخ وگال له: چا وين اشچخه؟ّ! گال له: مولانا الأصول مو هيچي! الأصول تخبر المفتش وهو يدز العمال الفنيين ينقلون التليفون ويربطون أسلاكه بالأسلاك العامة خو مو يشچخونه بالحايط!

الشيخ گال له: هاااا بس المسعلة تحتاج موظف فني؟! گال له: لعد شلون! گال مالي شغل تليفوني صار لو ما صار؟ الموظف گال له صار يابه صار… مثل الساعة!

 

هسه هم يجيك واحد ويگول لك هذا العهد الملكي البائد والرجعي يحمي الإقطاع، ويجامل شيوخ العشاير ويحطهم بالبرلمان، نگول والله يابه صحيح هذي سلبية كان لازم يعالجها، بس اللي عاشوا بذاك الزمن هم حظهم أحسن من حظنا! على الأقل نايبهم “يشچخ” واير التليفون بالحايط ويصير هو والحايط سواء لا يستلم مكالمة ولا يسلم… بس حظنا اللي نوابنا كل واحد منهم شاچخ الواير ببدالة دول الجوار بس يستلم منهم ويسلمهم وگاعد ببرلماننا!

 

د. فراس محمد