Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
إيران تواجه الطاغوت بصلح الحديبية! - د. فراس محمد

إيران تواجه الطاغوت بصلح الحديبية!

تعتمد إيران سياسة المراحل في التعامل مع قضاياها الخارجية، وتعتبر الجغرافيا الإسلامية من أكبرها، لذلك ترى ضرورة توقيع «معاهدة صلح الحديبية» مع «الطاغوت» في هذه المرحلة!.
الحديث الطويل والممل لممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري الإيراني «حجة الإسلام» علي سعيدي، والذي ألقاه مؤخراً في «مؤتمر صناع البصيرة» في مدينة كرمان الإيرانية، لم يخل من مفاصل رئيسة لعل أهمها ما يخص سياسة إيران في تعاملها مع الملف النووي، فقد بين أن إيران تتعامل مع أعدائها وفق سياسة المراحل وضرب لها مثلاً في مراحل العهد النبوي: المرحلة المكية، والمدنية، وما بعد فتح مكة! معتبراً الحرب أصلاً ثابتاً بينما أساليبه متغيرة، ومع حالة الحرب المستمرة وصلت إيران إلى مرحلة ما قبل فتح مكة، هذا يعني أنها وصلت إلى مرحلة الصلح مع الشيطان الأكبر، وقال سعيدي: إن المرشد الأعلى يرى أنه لا بد من توقيع «معاهدة صلح الحديبية»!.
سياسة المراحل هذه تعني أن إيران لا تلتزم بتعهداتها وأن قادتها لا يجدون ضيراً في العدول عن التزاماتهم ونقضها إذا انتقلوا من مرحلة إلى أخرى إذا كانت الالتزامات لا تتناسب والمرحلة الجديدة، وعليه فإن كل التطمينات الصادرة تجاه دول الخليج تزامناً مع الاتفاق النووي المبدئي لا قيمة لها إذا وقعت إيران «معاهدة صلح الحديبية» مع «الشيطان الأكبر» لأن هذه التطمينات هي من مقتضيات مرحلة التهيئة للصلح، تغيير المواقف بهذا الشكل له شواهد وأمثلة في تاريخ السياسة الإيرانية المعاصر عرضها «سعيدي» بنفسه عندما قال إن الخميني قال في مرحلة من المراحل إن الحرب مستمرة حتى اقتلاع الفتنة من جذورها، لكنه في مرحلة أخرى شرب كأس السم ورضي بالصلح «يقصد بذلك الحرب العراقية الإيرانية» التي وافق على إنهائها مرغماً، ومع أنه كان يقول طـــوال حياته الموت لأمريكا إلا أن المرحلة الآن اختلفت والزمن تغير ويجب على الأمة الرجوع لإرشادات القائد الموجـــود أي الخامنئي.
إضافة إلى ما تقدم أشار «سعيدي» في خطابه إلى قضية مهمة جداً تتعلق بطبيعة المشكلة مع أمريكا عندما قال: «إن المشكلة مع أمريكا لا تنحصر في الملف النووي فقط بل في جغرافية العالم الإسلامي»، وبرأيي هذه هي المشكلة الحقيقية والأكبر، لأن إيران روجت إعلامياً للمشروع النووي لتستخدمه كورقة للتفاوض على المشروع الأكبر ألا وهو التمدد الجغرافي، فهي تعلم جيداً أن العالم بقيادة أمريكا لن يسمح لها بامتلاك هذا السلاح، أما التمدد فليس شرطاً أن يكون بتحريك جيشها خارج حدودها فشكل الاحتلال تغير هو الآخر ليصبح بواسطة الأذرع الموالية في الدول المجاورة من خلال تغيير أنظمتها واستبدالها بنظم موالية.
سياسة المراحل التي توجب عقد «معاهدة صلح الحديبية» لا بد أن تفضي بالحصول على منافع معينة، ومرحلة صلح الحديبية أعقبها فتح مكة، فما هو الفتح الذي تنتظره إيران من صلحها؟!.

بقلم: د. فراس الزوبعي