د. فراس محمد
لا تعجبوا من العنوان فنحن نتحدث عن العراق في عصر الاحتلال إذ أصبح بلد العجائب والغرائب.
أول مرة أسمع فيها باسم وزير تجارة العراق الحالي السيد “ملاس” كانت قبل أيام قليلة عندما وجهت له اتهامات بالفساد، مع أني متابع للأخبار والوزير له أكثر من سنة في الوزارة، ووزارة التجارة مهمة جدا لأن عملها يتعلق بقوت الناس وببطاقتهم التموينية، وكذلك لأن اسم هذه الوزارة ارتبط بشخصيتين الأولى عملاق قاد الوزارة في سني يوسف العجاف، وأعني السيد محمد مهدي صالح الذي كان وزير التجارة أيام الحصار الجائر على العراق، والثانية وضيع سارق ينتمي لحزب الدعوة قاد الوزارة في زمن الاحتلال وإن شئت فقل قاد عمليات نهب مليارات الوزارة ثم ولى هاربا إلى مدينة الضباب، حيث تكون الأجواء مناسبة للجرذان السمينة، لكن الشهادة لله وزيرنا الحالي “ما له حس” من يوم تولى الوزارة وحتى قبل يومين عندما صدرت بحقه مذكرة اعتقال من حكومة بغداد لاتهامه بالفساد.. طبعا نحن لا نشكك لا سمح الله في صدق الحكومة في اتهامها لأننا حتى اللحظة لم نسمع بشريف مر على حكومات العراق منذ احتلاله وحتى يومنا هذا والحكومة التي اصدرت بحقه امر القاء القبض هي راعية الفساد والطائفية.
ليست المذكرة مهمة بقدر اسم الوزير الذي يلفت الانتباه “ملاس” كما أني لا اعلم ماذا يعني باللغة الكردية إن كان اسمه كرديا فقد يكون اسما لمعنى جميل، وبدون شك احترم كل الاسماء ولا اقصد هنا الانتقاص من أي اسم لا سمح الله لكن هناك مفارقة كبيرة في هذا الاسم لان معناه بلهجة من اللهجات العربية المحلية يتطابق مع سلوكيات وزراء حكومات الاحتلال في العراق.
هل تعلم عزيزي العراقي ان كلمة “ملاس” في البحرين والكويت وغيرها من دول المنطقة تساوي بلهجتك البغدادية كلمة “چفچير”؟! أما انت عزيزي العربي يا من لا تعرف الملاس والچفچير فالمقصود هو تلك الملعقة الكبيرة ذات الثقوب الكثيرة التي يغرف بها الرز وبعض الطعام من القدور الى الصحون.
أيها العراقي المغلوب على أمره المنهوب ماله أعانك الله على الوزير الچفچير أو بالأحرى الوزراء الچفاچير الذين غرفوا من قدرك كل طعامك ولم يبقوا لك شيئا
أيها الانسان الذي سائك ان ترى العراق كبيرا وتمنيت ان يصغر ويصبح أضحوكة– أيا كانت جنسيتك – آن لك ان تفرح فالبلد الذي كان غصة في نفسك. . البلد الذي علم البشرية الكتابة وزاد عمره على سبعة آلاف سنة. . البلد الذي بنى عاصمته ابو جعفر المنصور وجعلها عاصمة المسلمين … اصبح الملاس وزيره اليوم.
بقلم: د. فراس الزوبعي