عمامة أبو حفيرة

مجيد أبو حفيرة رجل معمم لكنه ميال للمجون، بحزيران سنة 1937 زار بغداد وبوجهه راح للمبغى العام بمنطقة الميدان، لكن مو من المعقول ولا المقبول يدخل للدربونة بعمامته، فانتظر شويه إلى أن مر بالطريق يهودي، واليهود كانوا يلبسون الفينة (الطربوش الأحمر) فترجاه يستعير منه الفينة وينطيه العمامة كم دقيقة بس يخلص شغلة ويرجع له لإن ما يگدر يدخل بملابسه، وافق اليهودي وحط عمامة أبو حفيرة على راسه لكنه ما يدري شنو الشغلة ووين رايح لأي بيت، لبس أبو حفيرة الفينة ودخل وتأخر واليهودي ينتظر وبعد ما مل من الانتظار بدأ يقلق على فينته، فدخل للدربونة يفتش عن “أبو حفيرة” ونسى أن عمامته على راسه، وطبعا أهل الدربونة “الشرفاء” شافوا هذا دخل عليهم، واشتغل الصياح.. لك هاي وين رايح… اشجابك هنا؟.. فلما انتبه أن الوضعية غلط.. گال لهم: أبدالكو.. أنا يهودي.. أنا يهودي.. لكن هذا الكلام ما مشى وياهم وحصل له بسطة زينة، وشگگوا العمامة اللي على راسه، رجع وگف بمكانه بالشارع العام، طلع أبو حفيرة وشاف عمامته مشگگة، لزم فينة اليهودي وشگها، واستلم اليهودي سب وشتايم وكفخات، ومشوا من المكان أبو حفيرة بدون عمامته واليهودي بدون فينته زائد بسطتين.
تدرون أهل الدربونة بالميدان بذاك الزمن شنو وضعهم (؟؟؟) بس مع ذلك ما قبلوا يستقبلون واحد بهذي الهيئة وطردوه، مع أنهم يترزقون منه… هسه المشكلة حتى لو موجودين بعدهم ما نگدر نستفيد منهم، لإن أبو حفيرة جا لبغداد واستقر بمكان محصن وفتح دربونة جديدة بمكانه ملاها باختياره وبناس يقبلوه، أو يسافر كل كم يوم ويروح لدربونة الميدان مال لندن “ودول أخرى”…
ألا ليت الميدان يعود يوما فأخبره بما فعل أبو حفيرة.. بلكي أهله باقين على شجاعتهم ويطردوه.. بس إن شاء الله يعرفون أبو حفيرة الحقيقي مو المزيف.