صحن الچينكو

گدام جامع الحيدرخانة ببغداد كان أكو دكان تتنچي صاحبه اسمه محمد علي وهذا كان صديق الشاعر معروف الرصافي، بليلة عيد الأضحى بسنة من السنين طلع الرصافي من بيته وگعد بالدكان ويه صديقه، وبينما هم يسولفون وگفت امرأة يبين من عبايتها أنها فقيرة وشايله بيدها صحن مصنوع من الچينكو، وأشرت لصاحب الدكان بيدها فطلع من دكانه وراح عليها وبدت تهمس بإذنه، وبعدين مشت، الرصافي صار عنده فضول فسأل صديقه منو هذي وشتريد منك؟ صاحب الدكان گال له هذي أرملة فقيرة عندها أيتام اثنين، وما عندها شي وهسه الأيتام جايعين وما عندهم شي ياكلون وماكو بالبيت غير صحن الچينكو اللي بيدها أخذته وجابته لي تريد ترهنه بأربع قروش حتى تشتري بيها خبز للأطفال.

يگول الرصافي فقفزت من مكاني ولحگت المرأة وسلمتها 12 قرش كانت كل ما أملك بوقتها، فأخذت القروش وهي مترددة وسلمتني الصحن وهي تگول: الله يرضى عليك أخذه، فرفضت وودعتها وگلبي مفطور من الألم ورجعت لبيتي وكتبت بليلتها قصيدة اليتيم في العيد ودموعي تنزل وآني أكتب أبيات القصيدة فكتبتها بدموعي.

فكم أرملة وكم يتيم اليوم بالعراق بعدما تحول البلد إلى مطحنة، كم منهم طلعوا للشارع وطلبوا من الناس وكم منهم يموت من الجوع ببيته وبالخيام بدون ما نشعر بهم، ابحثوا عنهم وتذكروهم ولا تعتبرون عندهم دولة مسؤولة عنهم لإن كلنا نعرف وضع المسؤولين بالدولة.