د. فراس محمد
بغداد اشتهرت بكثرة المقاهي وبشكل يلفت النظر ولا يمكن حصرها والحديث عنها جميعا غير ممكن، لكن بالإمكان الحديث عن أشهر المقاهي التخصصية:
1ـ مقاهي الأدباء والشعراء والتجار وأصحاب المهن
هؤلاء أكثرهم يجمعهم مقهى الخفافين الكائن بمدخل جامع الخفافين بمنطقة المصبغة بالرصافة وهذا المقهى عمره قريب من 400 سنة، ومقهى البيروتي بالكرخ ومقهى الشابندر بمدخل سوق السراي، وبهذي المقاهي يلعبون الشطرنج والدومنة والطاولي وهي مقاهي مبنية على الطراز البغدادي الأصيل بالإضافة إلى مقهى الشط على نهر دجلة وهو ثاني مقهى بالقدم والأول بالأهمية لكن يزيد عنهم بأنه يقدم حفلات الچالغي والمقام البغدادي، ومن هذي المقاهي خرجت الطرائف والقصص البغدادية.
2ـ مقهى المطيرچية والخرسان والطرشان وهواة مناطحة الأكباش وعركات الديكة
المذكورين أعلاه تجمعهم گهوة القلعة، وكل أصحاب هواية ماخذين زاوية بالگهوة ومن يحتد النقاش بينهم يرتفع صوتهم إلا زاوية الخرسان والطرشان كانت أهدأ زاوية لإن كلامهم بالإشارات بس، إلا إذا أحد من أصحاب اللسان السليط تعرض لواحد منهم ذاك الوقت يجتمعون كلهم عليه وينصرون صاحبهم، هذي الگهوة كان يقصدها الظرفاء أيضا حتى يجمعون قصص الهواة لإن أغلبها مضحكة.
3ـ مقهى البلابل
هذي الگهوة صايرة بمحلة البارودية وروادها كلهم تقريبا من مربي البلابل وهواتها وقليل من الناس اللي ما لهم شغل بالبلابل يروحون لهذي الگهوة لإن الحديث فيها كله على الدواجن والبلابل وروادها يحفظون أنساب البلابل مثل أنساب الخيول العربية الأصيلة.
4ـ مقهى الموسيقيين
الموسيقيين وقراء المقام كانوا يرتادون مقهى المميز المجاور للمدرسة المستنصرية وهذي گهوة هادئة وهي أشبه بمدرسة للموسيقى والفنون وأصول المقامات العراقية وروادها مشاهير المغنين وأعلام الموسيقى وعشاق المقام ويتنافسون بينهم بالأصوات والأنغام.