Deprecated: Function create_function() is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/LayerSlider/wp/widgets.php on line 4

Deprecated: define(): Declaration of case-insensitive constants is deprecated in /home/www/drfmim.com/wp-content/plugins/export-plugins-and-templates/export-plugins-templates.php on line 11
نحفر لكم.. حاضرين! - د. فراس محمد

نحفر لكم.. حاضرين!

گبل حرب البلقان اللي صارت بأكتوبر/تشرين الأول 1912 بفترة بسيطة – يمكن بالسنة نفسها – صارت انتخابات البرلمان بصربيا – اللي بعدين صارت جزء من يوغوسلافيا – ورجعت استقلت بالوقت الحاضر، گبل الانتخابات وگف أحد المرشحين من حزب الفلاحين يخطب بأحد ميادين بلگراد أمام الناخبين، الجماهير مكتظة وهو يهتف: سيداتي.. سادتي.. أرشح نفسي للنيابة حتى أخدم وطني وأعدل المعوج بمنهج الحكومة.. وشوفوني شلون راح أخفف الضرايب عن كاهلكم.. وراح أبذل جهدي حتى أساعد الفلاح، وأخفض مدة الخدمة العسكرية.. وأسوي.. وأفعل كذا وكذا.. وأعزز الأسطول الصربي!

واحد من المستمعين انتبه على كلامه، وگال له: عمي، على كيفك شويه ويانا، ليش هو احنا منين لنا ساحل على بحر، حتى يصير عندنا اسطول أصلا!

 

انتبه المرشح لهذي (الچفصة) لكنه كان لبق، فجاوبه على الفور وگال له: وراح أحفر لكم بحر بعد!

 

فضحك الجمهور، وتعجبوا من لباقة الخطيب والعجيب أنهم انتخبوه!

 

انتخبوه لأنهم اقتنعوا بلباقته وتأثروا بخطبته.. مو لأنه يفتهم بالتشريعات القانونية ومراقبة أداء الحكومة، هو خاطبهم بأمنياتهم حتى لو ما يگدر يحققها أو تكون خيالية أو أكبر من قدرته وحجمه.

 

إذا كان هذا حال دولة كانت مملكة قبل هذي الحادثة بـ 700 سنة وعرفت الحياة البرلمانية فما بالك بتجاربنا الحديثة، ما بالك واحنا مرشحينا للبرلمان أصلا ما يعرفون وظيفة البرلمان ولا حتى ناخبهم يعرف وظيفة البرلمان، النائب كل اللي يعرفه أن يحضر قلم أحمر لأن هو بدرجة وزير، وبعدها يشتغل بتخليص المعاملات والابتزاز

 

الحل الصحيح – بالنسبة للدول اللي وضعها طبيعي وتبني نفسها “مو احنا طبعا” – أن يكون عدد من مقاعد البرلمان مخصص لفقهاء القانون وكبار المتمرسين في الرقابة يعينون تعيين، حتى خلال عشرات السنين يتمكنون من صناعة ثقافة برلمانية في بلدهم، ويغيرون مفهوم البرلماني مخلص المعاملات الباحث عن الجاه.

 

د. فراس محمد