الناس أجناس

الناس أجناس

يگولون أكو جرّاح كان ببغداد يعالج الناس بعيادته، مرة انكسر النشتر (مشرط العمليات) بذراع مريض، وما گدر يسحبه، فانحنى على المريض وهمس باذنه، وإذا بالمريض ينتفض من مكانه، كأن مصعوق بكهرباء، ويصيح: خس.. على بختك… انا اخوچ يا فلانة، بهذي الأثناء اندفعت قطعة النشتر اللي انكسرت بيده بسبب ضغط الدم وگدر الطبيب يسحبها، وبعدها استراح المريض وطلع من العيادة.

مساعد الطبيب تعجب وما فهم شنو اللي صار، فسأل الطبيب، اللي گال له: گلت له: شفت اختك تمشي بالشارع بدون عباية!

فرح الصانع بالخبرة الجديدة اللي اكتشفها، ومرت الأيام والجراح كان يدرب المساعد فتركه يعالج مريض وصار وياه نفس اللي صار ويه الدكتور، فتذكر المساعد الحالة القديمة وهمس باذن المريض وگال له: شفت اختك بدون عباية بالشارع، لكن المريض ولا تحرك، بعدين گال له: مو بس اختك، مرتك هم كانت وياها وبدون عباية، والمريض ولا هزه شي، گال له: يابه تره حتى أمك هم كانت وياهم، والمريض ولا تحلحل من مكانه.

الطبيب گاعد يشوف الحالة فنادى على المساعد، وگال له شبيك وياه، گال له: انكسر النشتر وسويت اللي سويته انت وزدت عليه وهذا ولا مهتم، ضحك الطبيب وأخذ سكين وراح على حذاء المريض وشگه بالسكين وإذا بالمريض يفز من مكانه ويصيح أنا أخوچ يا فلانة راح الحذاء، رجعه المساعد وشاف أن قطعة النشتر تحركت فسحبها، وطلع المريض من العيادة.

الطبيب گال للمساعد: وليدي.. الناس مو سوا بالغيرة، منهم من يشيلها براسه، ومنهم من يشيلها برجله.. لذلك اعرف الناس كل واحد غيرته وين وتعامل وياهم.

هسه والله ما أدرى شلون وضعنا والخلل بمن، احنا اللي ما نعرف اللي گدامنا غيرته وين، لو اللي گدامنا مضيع الغيرة ولا براسه ولا برجله! د. فراس محمد