د. فراس محمد
من عادات أهل بغداد أيام زمان انهم إذا شافوا واحد شايل بيده معلاگ (كبد الخروف) أو سمچة (سمكة)، يسألوه وهو ما شي بالطريق:
ـ يا به.. بيش اشتريت هالسمچة؟
ـ عيوني.. النشدة.. بيش اشتريت هالمعلاگ؟
والمشتري عليه أن يجاوب الناس إلى أن يوصل لبيته، أما غيره من الناس اللي يحملون مشترياتهم وحاجاتهم ومأكولاتهم، ماكو أحد يسألهم عنها، إلا السمك والكبد.
كان أكو واحد اسمه على الناگة، من أهل الكريمات بالكرخ (منطقة الإذاعة والتلفزيون حاليا)، اشترى معلاگ وأخذه بيده وراح لبيتهم، وهو ماشي بالطريق كل شويه يشوفه واحد ويسأله:
ـ علي الناگة.. بيش اشتريت المعلاگ؟
ـ بقمري – عملة عثمانية –
ـ علي الناگة… احچي الصدگ… بيش اشتريته؟
ـ يابه.. والله اشتريته بقمري.
وهكذا كل شويه يسأله واحد ويحلّفه بيش اشترى المعلاگ، وما وصل لبيتهم إلا بشق الأنفس، وصعد على النبگة اللي ببيتهم – شجرة السدر – وصاح بأعلى صوته: يا أهل الكريمات! حاضركم يسمّع غايبكم! المعلاگ بقمري!
ومن ذاك الوقت صارت مثل بين الناس (معلاگ علي الناگة).
البارحة طيارات ضربت أكداس صواريخ وأسلحة بالعراق، وبأول يوم العيد ضربت مثلها بالدورة ببغداد، واحد يگول تماس كهربائي، والثاني يگول شرارة، بس ايدي كوهين صار له كم يوم “شايل المعلاگ بيده” ويصيح احنا الإسرائيليين ضربنا بطياراتنا الأسلحة اللي خزنتها إيران “بقضاء العراق الإيراني” – على حد وصفه – بالقواعد اللي تسيطر عليها ميليشياتها – أيضا على حد وصفه – والله شاهد.. الرجال ما ترك شجرة على تويتر إلا وصعد عليها يغرد ويصيح: حاضركم يبلغ غايبكم، وما بقت سالفة بيها نصب وضحك واستهزاء على الحدث إلا وسولفها، يا معودين: هذا گام يسولف مثلكم بحسابه على تويتر، يگول “شلع قلع” وحاط صورة نتن ياهو وكاتب عليها “الزلم الزينة” وكاتب يا لثارات مرحب، وهيهات منا الذلة، ما بقى بس يصعد على برج الاتصالات – برج صدام سابقا – ويعلن عن العمليات.
هو يگول: احنا راح نستمر “نهبدكم” بعد، إلى أن نخلص صورايخ إيران “بقضاء العراق الإيراني”، وانتوا خليكم على سوالف الموت لإسرائيل واحرگوا صور نتن ياهو.
أنتم المعنيين شنو سالفتكم هذا يهددكم ويضحك عليكم ويتحداكم تطيرون طيارة ورق على إسرائيل.. راح تخلوها سكتة، وتنسون شعاراتكم، الموت لإسرائيل وسنحرر القدس؟! هذا يگول قادمون يا بغداد، وهذا گول وفعل، يعني سواها صدگ، مو مغرد على تويتر حتى تتجاوزوه بأخلاقكم!
د. فراس محمد