لو أوادم ما يقبلون بهذا الحال

نوري ثابت في مرة من المرات كان يسولف عن نوعية النواب بالمجالس النيابية لمجموعة من ضيوفه في مقر جريدته (حبزبوز) فضرب لهم مثل عن النواب، يگول مرة كنت راجع من العمارة إلى بغداد، وراكب بسيارة أجرة تحمل خمس ركاب غير السايق، وكانت السيارة تمشي سريع وقبل ما نوصل الكوت وگفوا سيارتنا ثمانية رجال وبدوا يتوسلون بالسايق يركبهم .. بس وين يخليهم والسيارة مقبطة، بعد التوسل السايق گال لهم ما يخالف، بس بشرط! كل واحد منكم يدخل بگونية وأشدها عليه من رقبته، بعدين أشد كل أربعة بجانب من جوانب السيارة من بره حتى تصيرون مثل الحمل! – بوقتها الشرطة الانگليز كانوا يحاسبون سواق السيارات على الركاب الزيادة والحمل الزايد ويحطون مخالفات – .
الجماعة طبعا قبلوا بهذا الحل المهم يوصلون، والسياق ربطهم ونوري ثابت (حبزبوز) يگول آني اتفرج عليهم وأضحك، ومشت السيارة وبعد أقل من ساعة قابلتنا سيارة ضابط تفتيش الشرطة الانگليزية، وگّف سيارتنا ونزل يصيح على السايق:
– ولك ليش شايل هلگد أوادم؟
– السايق: صاحب .. هذولة حمل!
الضابط لزم لحية واحد منهم وهزها بيده وگال للسايق: هذا حمل؟!
فالسايق گال له اثبتهم أوادم وآني رگبتي أرفع من الشعرة يا صاحب.
الصاحب الانگليزي ضحك وگال للسايق: حقيقة مو أوادم .. لو أوادم ما يقبلون بهذا الحال!