ساموط لاموط

حنتوش آغا .. رجال على گد حاله كان عايش هو وزوجته ببيت بأطراف بغداد بمحلة الجوبة وعندهم بقرة بالبيت تدر عليهم الحليب وتكفيهم وتدرون العيشة أيام گبل بسيطة، وحياتهم مشت سنين بهذي البساطة، إلى أن يوم من الأيام دخل حنتوش للبيت وشاف البقرة تسرح وتمرح والحبل اللي يربطها بالمعلف مگطوع، فار دمه وزف مرته زفة زينة، ليش البقرة مهدودة، ومرته تگول له تنهد ما تنهد لجهنم – شكلها بايعة بساعتها – المهم حنتوش گال لها لا تلغين زايد گومي ربطيها گبل ما تخلص الشعير، مرته گالت له گوم اربطها أنت آني معليه.. حنتوش سبها وگال لها هذا شغلچ لو شغلي؟ گالت له أحسن شي “ساموط لاموط” كلمن يحچي يگوم يربط البقرة. – يعني من هذي اللحظة سكوت واللي يبدأ بالكلام منهم يتولى ربط البقرة وتكون هذي عقوبته -.
أما البقرة فقضت على آخر حبة من حبات الشعير بالبيت وأكلت بساعة وحدة اللي يكفيها شهر بسبب ساموط لاموط، المهم أن الزوجة ما تتحمل تسكت فترة طويلة، فتركت البيت وراحت لبيت جيرانهم وعند الجيران بدت تغرد براحتها وحنتوش ساكت يخاف يتكلم الأول، وبالصدفة فات حرامي وشاف الباب مفتوح، دخل البيت وشاف حنتوش گدامه، بس حنتوش ملتزم ولا تكلم ولا كلمة، الحرامي گال له: عمي انت ليش گاعد هنا؟ حنتوش گال له: ساموط لاموط… شنو ساموط لاموط؟ ساموط لاموط كلمن يحچي يگوم يربط….
الحرامي گال هذا خبل، وهذي فرصتي، وحمل أثاث البيت الغالي على ظهره وطلع، وحنتوش خايف يحچي حتى لا يربط البقرة، بالليل رجعت زوجته ومن شافت الأثاث طاير بهتت وگالت لحنتوش وين غراضنا يا رجال؟ وهنا حنتوش طار من الفرح وگام يصفگك، وگال لها شلون حچيتي گبلي يالله گومي ربطي البقرة بالمعلف! الزوجة گالت له: صخام الصخم حظك ولك يا بقرة الغراض راحت.
العراقيين حالهم حال بيت حنتوش گبل 15 سنة انهدت البقرة وهم ساموط لاموط، الشيعة يعرفون النهب والسلب وين رايح ويشوفون بعينهم القتل بفلس بكل مكان بس ساموط لاموط تحت شعار ما ننطي بيهم ونصرة المذهب، والسنة شايفين بعينهم السفلة والتافهين واللصوص وعديمي الغيرة وهم يتقدمون عليهم ويشاركون بتخريب البلد، بس ساموط لاموط تحت شعار خو مو نتركها لهم، والأكراد ما يختلفون شي عن الباقين، وهم ساموط لاموط تحت شعار خلي نستقل بدولة وبعدين نتفاهم وياهم، وهاي 15 سنة البقرة شفطت آخر حبة شعير، وهسه مؤتمر الكويت اللي راح يصير حاله حال الحرامي اللي يشيل أثاث البيت، أو بالأحرى تصير البنى التحتية بالبلد له… إي ما معقولة مو صار الوقت اللي يفهم بيه العراقيين أن البقرة لازم تبقى مربوطة.. وإذا كل واحد منهم ما يريد يربط البقرة هو، راح تبقى مهدودة.. يا عمي روحوا كلكم ربطوها تره إذا بقيتوا على هذا الحال راح تشوفون نفسكم بالشارع حتى البيت يروح.