الله يساعدك

واحد من بسطاء الناس دخل يصلي الجمعة بواحد من مساجد بغداد أيام ما كان التعليم عند الملالي، صاحبنا گعد گدام المنبر، صعد الخطيب وبدأ بخطبة الحاجة المعروفة: ((الحمد لله ثم الحمد لله.. ما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله..)) الرجل البسيط هز راسه ونظر للخطيب وقال له بصوت واضح: الله يسـاعدك! استغرب الخطيب لكن كمل خطبته: ((عليه توكلت وإليه أنيب..)) وصاحبنا هز راسه ونظر للخطيب وگال له مرة ثانية: الله يسـاعدك! استغرب الخطيب أكثر لكن كمل الخطبة ولما وصل إلى: ((عباد الله .. اتقوا الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان..)) رجع صاحبنا وگال: الله يسـاعدك! الخطيب راد يكمل الخطبة بسرعة حتى يشوف هذا شنو سالفته، فوصل إلى قوله: ((وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي..)) طفر صاحبنا وگال: الله يســاعدك! نزل الخطيب من المنبر بسرعة ولزم هذا من خوانيگه وهزه هزة قوية وصاح بيه: ولك شنو الله يساعدك كل شويه؟ يساعدني على شنو؟
الرجل كان ساذج وبسيط، گال له مولانا… آني إلى أن وصلت سورة (لم يكن) انطرحت وربطوني بالفلقة وفلقوني أكثر من ألف مرة.. عجبا جنابك كم مرة فلقوك يالله وصلت هالمرتبة من الفصاحة والبلاغة؟ الله يساعدك! ضحك الخطيب وتركه..
العراق هالأيام مليان فصحاء وبلغاء وما شاء الله متصدرين عالم السياسة والدين.. الله يساعدهم عجبا ذولة كم مرة انفلقوا؟!