منين أجيب أربعين واحد

گبل أيام زمان كان المحمل الشريف – وهو عبارة عن هودج على ظهر بعير براسه قبة مخروطية ومغطى بأقمشة مزخرفة بالآيات القرآنية يحتوي على أستار الكعبة أو كسوة الكعبة مثلما تعرف اليوم بالإضافة إلى كل الهدايا الثمينة المرسلة للكعبة والعادة أن المحمل يسير مع قافلة حجاج ويرجع محمل بالكسوة القديمة – كان هذا المحمل يسير من إسطنبول إلى مكة المكرمة بقيادة أحد القادة وكان يلقبوه أمير الحج، هذا القائد كان يتقاضى من الحكومة العثمانية مبلغ مقابل هذي الخدمة، فكان يستأجر مسلحين حتى يحمون القافلة من قطاع الطرق.. بيوم من الأيام واحد من النخاسين – مهنة تجارة العبيد – راح لأمير الحج وگال له عندي عبد يمتلك شجاعة ألف رجال ليش ما تشتريه أحسن من إيجار مقاتلين يكلفوك، وافق واشتراه وسارت قافلة المحمل وبنص الطريق بين الشام والمدينة هجم عليها أربعين مسلح من قطاع الطرق واشتغل النهب والسلب، والعبد گاعد يتفرج ولا تحرك ولا حركة، أما أمير الحج فگعد يتوسل بالعبد “يا معود يا مرجان وين شجاعتك؟ دخيلك يا مرجان نهبونا.. أبوي … أبوي .. مرجان.. تخسا يا مرجان” ومرجان ولا حرك ساكن بس يتفرج على النهابة والحرامية… وبعد ما جمع الحرامية كل الأشياء النفيسة وتحركوا صاح عليهم أمير الحج وگال: “يرحم والديكم .. اللي أخذتوه بالعافية عليكم.. محاللين ومواهبين.. بس عندي طلب واحد؟ أرجوكم اتفلوا بوجه هالعبد وروحوا بالسلامة”.
رجعوا وبدوا يتفلون بوجه العبد واحد ورا الثاني إلى أن صاروا تسعة وثلاثين واحد والعبد ولا تحرك حركة وحدة إلى أن جاء دور الأخير فاستحيف التفلة على العبد ونزع نعاله وتفل عليه وضرب بيه راس العبد.. وهنا ثار العبد.. وبدا يصرخ عليهم ويشتم ويگول لهم تحتقروني، وسل سيفه ورجع عليهم وبعد معركة خلص عليهم كلهم ورجع الأمانات، ووصلوا مكة سالمين، لكن لما رجعوا لاسطنبول مر النخاس على أمير الحج، وسأله: هــا شلون العبد؟ أمير الحج گال له: والله هو خوش عبد وشجاع.. بس منين أجيب له أربعين واحد يتفلون بوجهه؟!!
والله يا جماعة حيف علينا احنا العراقيين شجعان وأحرار مو عبيد، والله اللي صار بينا أكثر من اللي صار بذاك العبد، وإذا هو أكلها من أربعين واحد، تره احنا أكلناها من 400 ويمكن 4000 وبعدنا ساكتين منهوبين ومسلوبين ونتفرج، والله عيب عليا ما نساوي ذاك العبد!