د. فراس محمد
يمكن كثير من الناس يبهرهم مشهد مراسم تسنم الرئيس الأمريكي لمنصبه، وما يدرون أن هذا المشهد كان أهل بغداد متعودين عليه قديما، لإن ولاة بغداد لما يتغيرون يتسنم الوالي الجديد منصبه بمراسم، أول شي كان البغداديين لما يصلهم خبر وصول الوالي الجديد يطلعون خارج بغداد حتى يستقبلوه وبعدها يروحون للقشلة وهي باقية في مكانها إلى يومنا هذا على نهر دجلة قرب شارع المتنبي، وتطلق المدفعية طلقات ترحيبية، وبعدها يعين الوالي يوم لتلاوة الفرمان الهمايوني (المرسوم السلطاني) وفيه ديباجة معينة، وبذاك اليوم يحضر كبار الموظفين المدنيين والعسكريين وكل واحد منهم يلبس ملابسه الرسمية ويحمل كل الأوسمة اللي حصل عليها إذا كان عنده أوسمة، ويحضر وجوه وأعيان بغداد ومثقفيها ورجال الدين، وبعد ما يجتمعون يطلع عليهم الوالي الجديد وبيده الفرمان، ويسلمه إلى أحد كبار موظفي بغداد وفي الغالب يكون (المكتوبچي) يعني سكرتير الولاية، ياخذ الفرمان ويقبله ويبدأ بقراءته على الحضور بصوت واضح، ويرفع الجنود أسلحتهم تحية للمرسوم السلطاني، بعدها يلقي الوالي كلمة تعبر عن ولائه للسلطان ورجائه أن يوفقه الله لخدمة الولاية، بعدها يتقدم أحد رجال الدين ويبدأ بالدعاء، وبعدها ينصرفون.
هذي المراسم استمرت بالعراق حتى بعد احتلاله وحكم فيصل الأول لكن مع تعديلات وتغيرات وآخر مرة شهد بيها العراق هذي المراسم كانت يوم 2/5/1953 يوم تتويج الملك فيصل الثاني، وبعدها انتهى هذا المشهد من العراق، لإن الرؤساء صاروا يجون على ظهر الدبابات، واحدهم ما يعرف يوصل للسلطة بشكل طبيعي لو على ظهر دبابة الجيش بانقلاب لو على ظهر دبابة المحتل والنموذجين يكونون خايفيبن من الناس وبدل المراسم البديل يكون لو منع تجول لو عطلة، ومن المهازل القسم الأول يسمون وصولهم “ثورة” والقسم الثاني يسموه “تحرير”.