هذا الخبز اللي ناكله.. أكل منه!

والله يا جماعة احنا وضعنا يقهر.. وين كنا ووين صرنا … بتموز سنة 1952 تأزمت الأوضاع السياسية بسبب الحالة الاقتصادية اللي تصدعت بسبب الفيضانات وفشل الموسم الزراعي وتصدير بعض التجار للحنطة مع حاجة البلد لها فارتفعت الأسعار، وسقطت وزارة نوري السعيد لأنها فشلت بوضع حلول مناسبة، وبعد ثلاثة أشهر وبتشرين الأول من نفس السنة سقطت الوزارة اللي بعدها وزارة مصطفى العمري بسبب حادث صار للوصي الأمير عبد الإله لما مر الموكب الخاص به – خاف على بالكم موكب مثل مواكب اليوم.. تره كان 3 دراجات نارية تمشي گدام سيارته ووراه سيارة وحدة مال المرافقين وبدون صافرات وأبوكم الله يرحمه – مر الموكب بشارع الرشيد رايح الصبح للدوام بالبلاط الملكي، وكان طلاب الطب والصيدلة والهندسة والحقوق والتجارة والآداب يتظاهرون يوميا، ويعرفون أن الوصي يمر بهذا التوقيت، تجمعوا بشارع الرشيد براس الگرية وحاصروا سيارته، وهو الله يرحمه هم بدا يسألهم ويطلب منهم يتحدثون باللي يريدوه، وطبعا على عادة العراقيين اشتغلت الهتافات والصياح ما بين “يسقط… ويعيش” وبهذي الأثناء تقدم واحد ورمى على عبد الإله كم رغيف خبز كانت بيده وصارت داخل سيارة الوصي، وگال له: ((هذا الخبز اللي احنا ناكله… شاركنا وأكل منه))، رجع عبد الإله للبلاط ودز على رئيس الوزراء وكم وزير ومدير الشرطة العام وخبرهم باللي صار وياه، رئيس الوزراء گال له هذوله الشيوعيين سيطروا على الشوارع وطالبه بصلاحيات واسعة حتى يقمع هذي التظاهرات ويحاسب اللي تصدوا لموكبه، فرفض الوصي بشدة خوفا من إراقة الدم، وانهارت وزارة مصطفى العمري.