يبدو أن مفهوم العملية الديمقراطية واسع لدرجة أنه يمكن أن ينطبق على دور إيران التدميري في المنطقة، وذلك وفق مفهوم أتباعها وحلفائها والقريبين منها.
من هؤلاء رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أحد أعضاء الحزب الإسلامي العراقي الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في العراق، «سياسيو العراق الجدد» الذي ذهب إلى طهران، ومنها أدلى بعدة تصريحات بعضها تعد دبلوماسية رسمية تمثل النظام الجديد الحاكم في العراق والمنصهر في إيران، وليس فيها شيء جديد، كإعرابه عن استعداد بلاده لبناء علاقات فاعلة ومستمرة ودائمة مع إيران وأن أمن المنطقة مسؤولية جماعية، وأخرى مضحكة كقوله «إن العراق مقبل على مرحلة من الاستقرار الأمني والانفتاح على المنطقة»، مع أن قادة الائتلاف الدولي يقولون إن الحرب في العراق مفتوحة لسنوات طويلة، فعلى أي شيء استند هذا السياسي المحنك في تصريحه! ليست المشكلة هنا، لأن ما يستحق الوقوف عنده أكثر من تصريح منها قوله: «كان لإيران أثر كبير في دعم العملية الديمقراطية في العراق وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة» وكذلك قوله: «سنعمل على معالجة مشكلة هبوط أسعار النفط بالطرق المتاحة».
وفي الحقيقة هذه تصريحات تستفز الشعب العراقي والعربي معاً، وفيها الكثير من الاستخفاف بمشاعر العرب في المنطقة من الذين يعانون من تصرفات نظام الملالي، فهل يعتبر السيد الجبوري تدمير سوريا والعبث باستقرار لبنان وإطلاق الميليشيات الإرهابية في اليمن وتحريك الإرهابيين لزعزعة استقرار البحرين، واحتلال الجزر الإماراتية، إجراءات لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة؟! أم أنه يعتبر احتلال العراق ونزول الحرس الثوري وميليشيات إيران في شوارعه وقتال أهله وتهجيرهم وتفجير مساجده، أعمالاً لدعم العملية الديمقراطية، وبأي وجه يقابل أهل المحافظة التي انحدر منها والتي دخلتها إيران بكل قوتها لتغير ديمغرافيتها وتطرد أهلها منها، ولا نريد التحدث عن باقي مناطق العراق. أما تصريحه بخصوص العلاقات بين الدول التي يجب أن تبنى على الاحترام والمصالح المشتركة وتعبيره عن استيائه من هبوط أسعار النفط، وأنه سيعمل على معالجة هبوطها بكل الطرق المتاحة، فهو الآخر يدخل في إطار الدعم لإيران، فالكل يعرف أن المتضرر الأكبر في العالم من هبوط الأسعار هي إيران وأن هذا الوضع يضيق الخناق عليها، وعلى هذا فإن زيارة الجبوري لإيران لا تخرج عن إطار دعمها وتقديم شهادة الزور لصالحها.
ومن واقع المعرفة بالحال فإن سليم الجبوري لا يستطيع التحدث برأيه في هكذا مسائل ما لم يتفق مع حزبه عليها، وإلا كان بإمكانه الإدلاء بتصريحات دبلوماسية لا تخرج عن إطار المجاملة، إلا أن زيارته جاءت لتعلن موقف الإخوان في العراق من إيران وهو موقف غير جديد لكن إيران احتاجت لمواقف معلنة وواضحة.
بقلم: د. فراس الزوبعي