عندما يمر أي إنسان بشدة وضائقة فإن أول من «يفزع» له أعمامه الذين ينتمي لهم، فهم المعنيون بولدهم والدفاع عنه، وعلى هذا يمكن لأي إنسان أن يعرف هوية أي شخص وانتمائه من خلال معرفته بمن «يفزع» له.
ليس جديداً على من يعيش في البحرين ويتابع أخبارها معرفة تبعية جمعية الوفاق وميليشياتها وباقي المخربين لإيران، وأنهم يأتمرون بأمرها وما هم إلا أدوات لتنفيذ أجندتها في هذا البلد، لكن هناك مشكلة مع من يعتقد أن هؤلاء يمثلون حراكاً سياسياً داخل البحرين وينادون بمطالب عادلة وإصلاحات تخدم الوطن، وينخدع بإعلامهم الذي يشوه صورة هذا البلد، ويظهرهم بصورة الحمل الوديع الذي سلبت حقوقه وليس أمامه إلا الاحتجاجات ليعبر عن رأيه، فهؤلاء بحاجة إلى شواهد وأدلة بشكل مستمر ليروا الصورة على حقيقتها، قبل أيام استدعت النيابة علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق ووجهت له تهماً عدة منها التحريض على إسقاط النظام والتحريض على الكراهية وتهماً أخرى، وقررت حسبه على ذمة هذه القضايا التي طالما انتظر الناس محاسبته عليها.
ومن كان في شك من تبعية هذا الشخص ما عليه إلا أن يراقب وينظر من «فزع» له ودافع عنه، بالتأكيد الكلام ليس موجهاً لأهل البحرين فهم يعرفون الواقع لكنه موجه لمن يراقب في الخارج ويعتقد مشروعية أفعال هذا الشخص وأتباعه، وفي هذا السياق أول من «فزع» له المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة القانونية في البرلمان الإيراني النائب حسين نقوي حسيني، مهدداً السلطات البحرينية بدفع ثمن باهظ -خاب وخسئ- في حال استمرار الاعتقال، محرضاً أتباع إيران في البحرين باتخاذ أي خيار لتحقيق هدف الإفراج عن علي سلمان، مبيناً أن إيران سوف تتابع موضوع الاعتقال هذا، ولم يفته مهاجمة السعودية في هذه المناسبة الحزينة على قلوبهم، يضاف له وزير خارجية إيران وخطيب جمعتها، والسيستاني والائتلاف الوطني «الشيعي» في العراق الذي ينتمي رئيس الوزراء العراقي له، والقائمة تطول.
لا يوجد عاقل ومنصف لا يعرف دور إيران التخريبي في العالم، إلا إذا كان منحازاً لها في الأساس، كما لا يوجد عاقل لا يعرف أن إيران لا تدافع عن قضايا عادلة وإنما هي ترعى الشر حيثما وجد، وهي لا تعرف غير لغة الوعيد والتهديد، وما حصل في البحرين من توقيف لعلي سلمان لاشك أنه أوجعها وآلمها، لكن ليعرف العالم أن هذا الاعتقال جاء بعد صبر طويل من السلطات في البحرين فاق صبر المجتمع بأكمله، وهذا الحلم والصبر لم يقابل إلا بالتمادي، ولو تصرف شخص في إيران كما تصرف علي سلمان وأتباعه لشاهد العالم من سنوات طويلة صوره وهو يتدلى من حبل معلق في رافعة وسط إحدى الساحات.
بقلم: د. فراس الزوبعي