يقولون بعد حدوث أي جريمة، انظر إلى المستفيد منها تعرف من الفاعل، وهذا كلام واقعي ينطبق على كل الجرائم حتى الدولية منها والتي تنفذ على يد أجهزة استخبارات.
حادثة شارلي إيبدو التي نتج عنها مقتل 12 شخصاً، كان سيناريو الأحداث فيها مصطنعاً لكنه ترك خلفه ثغرات عدة حددها مراقبون ومختصون بالشأن الأمني في ما بعد، منها كيف عرف المهاجمان «الأخوان كواشي» أن يوم الأربعاء وفي تمام الساعة الحادية عشرة تماماً هو موعد اجتماع كل محرري المجلة؟! ثانياً سيارة الأخوين التي ظهرت بفيديو الجريمة يختلف طرازها عن السيارة التي قالت الشرطة إنها وجدتها بعد ذلك، ثالثاً كيف يعقل أن يتصل «كواشي» بقناة فضائية فرنسية على الهواء مباشرة ويسردان كل التفاصيل وفرنسا بأكملها تلاحقهما، رابعاً يظهر فيديو الجريمة أن الشارع يخلو من المارة نهائياً في وسط النهار فيكف يكون ذلك في باريس، خامساً عملية التصوير تبين أن المصور كان مستعداً لها ومطمئناً تماماً، سادساً قبل أن يصعد الرجلان إلى السيارة بعد تنفيذ العملية أخذا يصرخان «لقد انتقمنا للرسول، لقد قضينا على شارلي إيبدو» فلماذا يصيح شخص في شارع ليس فيه بشر؟! إلا إن كانا على علم بوجود ذلك المصور، سابعاً قالت الشرطة إنها تعرفت على الجناة من بطاقة هوية نسيها أحدهما في السيارة فهل يقل أن يضع أحد وثيقة رسمية تدل عليه في السيارة التي ينفذ فيها هكذا عملية، بالإضافة إلى نقاط أخرى لا مجال لذكرها هنا، وكلها تدل على أن من نسب لهم تنفيذ الحادث ليسوا أكثر من أدوات ومن يقف خلفهم هو المستفيد الحقيقي من الحادث.
عند محاولة معرفة الجهة التي تقف خلف هذا الحادث ومن خلال النظر من زاوية الربح والخسارة نجد أن المسلمين الذين تحملوا هذا العمل هم المتضرر الأكبر منه، فخلال الأسبوعين اللذين أعقبا الحادث تعرض المسلمون ومساجدهم في فرنسا وحدها إلى 128 عملاً معادياً للإسلام، بالإضافة إلى التضييق عليهم في دول أوروبية مختلفة، أما فرنسا فهي وإن وظفت الحادث لصالحها سياسياً إلا أنها تضررت منه، أما من حقق ربحاً حقيقياً فهم الإسرائيليون الذين أوصلوا رسالة إلى فرنسا تحذرهم من اتخاذ إجراءات جديدة لصالح الفلسطينيين بعدما صوت 339 نائباً فرنسياً مقابل 151 يحثون الحكومة الفرنسية على الاعتراف بفلسطين، وبعدما دعمت فرنسا فلسطين في مجلس الأمن وصوتت لصالح إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، علماً أن سفير إسرائيل في فرنسا كان قد حذرها من وقوع أعمال عنف على أراضيها في حال صوت البرلمان لصالح الاعتراف بفلسطين، أما الربح الأكبر الذي حققته يكمن في نجاحها تحويل قضية المعاداة في الغرب من معاداة السامية إلى معاداة المسلمين.
بقلم: د. فراس الزوبعي