بعد العمل الإرهابي الذي راح ضحيته اثنان من رجال الشرطة قبل أيام في سترة، والذي أعقب تصريحات خامنئي بشأن البحرين التي تعد تدخلاً سافراً في شؤونها، وبعد الإدانة الدولية والمحلية الواسعة للتفجير الإرهابي، يطل علينا مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان في مؤتمر صحافي رافضاً كل الاتهامات التي وجهت لبلاده بشأن ضلوعها في التفجيرات الأخيرة، معتبراً إياها تصريحات مغرضة، هدفها إعاقة التقدم والازدهار الإيراني بعد النجاح الذي حققته في الاتفاق النووي الأخير!
بالتأكيد تصريح عبداللهيان سيضحك من له أدنى اطلاع على مجريات الأحداث في المنطقة، فهو يريد إقناع الناس أن إيران دولة «في حالها» ومنشغلة بالتقدم والازدهار، في حين هي غارقة ومنشغلة في صناعة الإرهاب وتوجيهه، لكن حتى لمن أراد أن ينظر لتصريحه بتجرد ومقارنته بتصريحات باقي أفراد نظامه سيجده يغرد خارج السرب الإيراني، لا لكونه مؤمناً ومصدقاً بما يقول، لكن يقوله من باب التصريح الدبلوماسي، فهل يريد منا عبداللهيان أن نصدقه بهذا التصريح المنفرد، أم نصدق باقي تصريحات أفراد نظامه المتناغمة ومنها ما نسب مؤخراً للجنرال باقر زاده الذي اعتبر فيها العمل الإرهابي الأخير دفاعاً مقدساً ومرحلة تدخلها «الانتفاضة» معتبراً الإرهابيين الذين نفذوها ثواراً يخوضون حرب عصابات دفاعاً عن أعراض وأرواح الأبرياء، وأنهم نواة حركة المقاومة الشعبية.
ولم يكتف بهذا؛ بل راح يوجههم ويتوقع لهم أسلوب عملهم الجديد الذي أطلق عليه أسلوب المطرقة والسندان الذي يقسم العصابة إلى قسمين ويشرح لهم كيفية مهاجمة رجال الأمن والبنايات الحكومية، فهل يريدنا عبداللهيان أن نصدقه أم نصدق باقر زادة وباقي جنرالات إيران ونصدق أعضاء مجلس الشورى الإيراني الذين يجتمعون بممثلي الإرهابيين في طهران ويحددون لهم ماذا يفعلون، وعلى رأس كل هؤلاء نصدق خامنئي رأس الشر في نظام إيران الذي قال صراحة إننا لن نتخلى عن المعارضة في البحرين؟!
لم نعد بحاجة لسماع تصريحات كتلك التي يطلقها عبداللهيان بعدما ثبت بالدليل القاطع تدخلات إيران وتهديداتها ومحاولاتها إسقاط البحرين بيد الإرهابيين التابعين لها فقد كشفت اعترافاتهم أن إيران تجند وتدرب وتمول وتجهز، كما أثبتت ذلك تصريحات المسؤولين الإيرانيين المستمرة، لكن المهم في تصريحات باقر زاده أنه أكد أن سياسة إيران القادمة تجاه المنطقة تقضي بعدم تحريك جيش إيران نحوها، عندما ذكر في تصريحه أن الميليشيات في البحرين من السهل تحريكها لأنهم داخل الوطن، وهذه سياسة واضحة في مناطق أخرى فإيران لن تزج بجيشها في معركة وستستهلك من يواليها في الدول العربية، فهل سينتبه المغفلون الذين يلهثون وراء إيران، أم سيكونون كأولئك الذين يسحق أبناؤهم يومياً في العراق وسوريا، فأهل البحرين الشرفاء لن يسلموا بلدهم لإيران.
بقلم: د. فراس الزوبعي