آسايش بر كمال

أيام العهد العثماني جريدة (زوراء) كانت تصدر ببغداد باللغتين العربية والتركية، هذي الجريدة وبكل عدد يصدر منها يكون مكتوب بصدر الصفحة الأولى عبارة (آسايش بر كمال) ومعناها (الأمن مستتب)، والحقيقة كان هذا حال كل الصحف اللي تصدر بعهد السلطان عبد الحميد، والعجيب أن هذي العبارة باقية على الجريدة في كل الأحوال حتى لو كان البلد مليان فتن تبقى الجريدة تقول آسايش بر كمال.
أهل بغداد يقرون هذي العبارة على الجريدة بينما حوادث السلب والنهب وقطع الطريق وإزهاق الأرواح يتكرر كل يوم، وبغداد مليانة شقاوات، مثلا المقلع (باب الطلسم) كان به طه ابن الخبازة، وحسين شيالة، وعبيد النگاب، وعلي الحمزة وظاهر أبو طيور، وقدوري ابن جراد وغيرهم خمسة ستة، أما المنطگة (جامع براثا) فكان فيه عباس السبع ومهدي كچل، وشلال ذباح، وعافص ونايل وساهي ولاهي وغيرهم كم واحد، والكاظمية بيها حسن چبريت، وعباس عدولة، وعباس عزيزة وعباس السبع، وحسن محلاتي وخليل بارود وكم واحد غيرهم.
أهالي بغداد كانوا يرجعون لبيوتهم من المغرب وشحده وابن ابوه اللي يطلع لباب المعظم وفوگ كل هذا تطلع لك الجريدة تگول (ماكو شي).

بالله ذكرونا كم محطة فضائية وكم اذاعة وكم جريدة وكم موقع انترنت وكم مسؤول يطلع هالايام ويگول لنا آسايش بر كمال؟!!!!
البلد محترگ من الجنوب للشمال.. والعصابات منتشرة بكل مكان والعشاير تتقاتل وداعش كل شويه يطلعون روسهم والميليشيات وسعت نفوذها وصارت تحكم والمدن مدمرة … ويطلع لك واحد يگول لك حققنا الأمن وأكبر منجزاتنا وووووو……