حيل داري جرعه نداري

حيل داري، جرعه نداري مثل شاع في بغداد قبل أكثر من 100 سنة وهو باللغة الفارسية، وهذا المثل له قصة.

الشباب المولعين بالرياضة في بغداد قبل أكثر من 100 سنة كان عندهم نوع واحد من الرياضة وهو “الزورخانة” وهي كلمة فارسية تعني (بيت القوة) باختصار هي تشبه اليوم الجِم (GYM) أو النادي الصحي اللي يرحون له الشباب يضاف له المصارعة.

بسنة 1900 أكو زورخانة ببغداد يشرف عليها واحد إيراني من تبريز اسمه (ممِّي) عمره 30 سنة، راسه بگد حلانة التمر وأذانه أذان الفيل خشمه تگول جاون وعيونه چنها فناجين دم، ورجليه مثل خف البعير، ورگبته جذع بربن، عضلاته ملفوفة مثل الحديد، وهذا إذا عصب على أحد يشيله ويشمره مسافة بعيدة.

صادف يوم أن الرياضيين اللي يلعبون عنده تجمعوا بگهوة (سلوم الليلو) براس الجسر بجانب الكرخ، حتى يروحون للزورخانة، وبين ما هم گاعدين يسولفون بينهم لمحوا استاذهم (ممِّي) يتعارك وواگف بوضعية رياضية مثل وضعية الأسد المتحضر حتى ينقض على فريسته، بس العجيبة مع هذي الوگفة الخباز اللي يتعارك وياه مستلمه سطرات وعجول وچلاليق، و(ممي) كلشي ما يسوي.

الشباب ركضوا حتى يخلصون استاذهم من يد الخباز وفعلا دفعوا الخباز، وسألوا (ممِّي) أنت شلون صابر على هذي الإهانات؟ گال لهم أريد أدور له على (شغل) – حركة فنية – أخبط عظمه بلحمه! گالوا له: وشنو هذا الشغل؟ گال لهم: مسكة فنية اسمها (رودست)، شويه و(ممِّي) رجعت له قوته وتقدم للخباز، والخباز لطمه ببوكس على عينه لطمة نسته (الرودست) واستمر بالبوكسات ورجعوا الشباب تدخلوا وحجزوا بينهم، و(ممِّي) ما يجوز گعد بصف الحايط يفكر بحركة جديدة والشباب توسلوا به يترك الموضوع ويمشي وياهم لكنه رفض وگال لهم لگيتها عندي حركة ثانية اسمها (دوحلق) وگام وهجم على الخباز، ونفس الشي الخباز لطمه لطمة نسته كل فنون الزورخانة ورجعوا الشباب حجزوا بينهم للمرة الثالثة، وطلبوا منه يمشي وياهم لكنه رفض وگال لهم عندي مسكات مختلفة خلي أفكر بوحدة تفيد وياه! گالوا له: ست سنون من سنونك تكسرت وأذانك انشگت ويدك اليسرة انكسرت وخشمك وارم وانت مچلب بسالفة الفنون والمسكات؟!

گال لهم: هذي المرة راح اقضي عليه بـ (الگبرگه واللنگه هوادار) وهجم عليه فعلا، لكن الخباز طلع من عبه گرطة حديد وبس صار گدامه ضربه على راسه ضربة قضت على حياته ومات (ممِّي) وهو يردد هذي الكلمات (حيل داري، جرعه نداري) ومعناها (عندي حيل وقوة بس ما عندي جرأة) ومن ذاك اليوم صارت (حيل داري، جرعه نداري) مثل بين الناس في بغداد.

المرة الرابعة كانت بيها نهاية (ممِّي).

واحد من الأخوة المتابعين يگول انت دايما تجيب لنا القصص وتربطها بالواقع عاد اترك لنا المجال احنا نربطها… وعليه اخذوا راحتكم