خوش مجدّي

واحد من المجادي (الشحاذين) سافر من بغداد لإيران، طبعا صنعة الجدية (التسول) بالعراق قديما مستوردة من إيران – بعدين أسولف لكم قصتها وشلون مستوردة – المهم صاحبنا عكس السالفة وراح من بغداد لإيران وبالطريق مرة يجدي ويطلب فلوس ومرة يشتغل مشعوذ حسب نفسية أهالي المنطقة اللي يمر بيها، إلى أن وصل مدينة مازندران، طلّع الكشكول – ماعون يقدمه للناس يحطون له بيه الفلوس والكشكول عبارة عن نص جوزة هند يابسة – وبدأ يجدي بالشوارع، إلى أن اصطدم بمجدي مثله، ولك انت منين شجابك هنا؟ گال له آني مسكين غريب. گال له انت عندك شهادة الجدية حتى تجدي هنا؟ گال له ليش هاي السالفة تحتاج شهادة ورخصة؟ گال لعد اشعبالك.. إذا مو رخصة من رئيس جمعية المجادي ما تشتغل.. المهم ربطه بحبل وأخذه لديوان رئيس جمعية المجادي وسولف له القصة، رئيس المجادي گال ابني انت يبين عليك واحد غشيم مصلحة.. هنا عندنا قاعدة… اللي يجدي لازم يمتحن وينجح ويحصل شهادة، يالله نسمح له بالجدية، وانت عاد بكيفك؟ گال له آني حاضر للامتحان.

گال له زين راح أدزك لبيت الميرزا الفلاني تاجر معروف وإذا گدرت تشلع منه فلس واحد خلال عشر أيام أنطيك الشهادة.. صاحبنا گال له غالي والطلب رخيص..وراح بنص الليل يدگ باب الميرزا.. منو؟ آني أريد أواجه جناب الميرزا… گام الميرزا من فراشه بنص الليل يشوف منو هذا اللي حالته مستعجلة.. وأول ما شافه، صاحبنا گال له: من مال الله … من حق الله .. صدقة على روس أولادك… والميرزا ما قصر دفرات وكفخات وألعن أبوك لابو اللي جابك عليه.. بس على منو.. صاحبنا صاحب همة عالية وما يهزه ريح، ثاني يوم من الصبح على الريوگ.. ومن مال الله من حق الله … وعلى الغدا وعلى العشا وبنص الليل وويه الفجر.. إلى أن الميرزا تعب وگال له: لك بابا أنت شتريد؟ صاحبنا گال له مولانا هو آني شرايد غير فلس واحد وأدري أنت هسه ما مستعد تنطيني هالفلس بس على الأقل گلي بأي وقت من ممكن أخذ منك فلس واحد، الميرزا گال روح تعال بعد سنة – حتى يخلص منه – صاحبنا گال زين مولاي بس أريد تكتب لي ورقة تگول بيها انت مطلوب لي فلس بعد سنة تدفعه! الميرزا راد يخلص أخذ ورقة وكتب له، والمجدي أخذها وراح… ثاني يوم الفجر رجع ودگ باب الميرزا من جديد ومن طلع له گال له: مولاي جيت أذكرك مضى يوم من الموعد وراح، رجع الظهر ودگ الباب.. مولاي جيت أذكرك مضى يوم ونص من الموعد، ورجع بالليل مولاي بني آدم ينسى مضى يوم و 15 ساعة من الموعد، الفجر: مولاي مضت يومين من الموعد.. أخير شي الميرزا طلع الفلس من جيبه وسلمه لمجدي ووياه كفخة قوية وگال له ما تفكنى من شرك، وهكذا حصل على شهادة مجدي.

والله هذا المجدي ذكرني بصور المرشحين گمت اشوفها بالمرگة على الغدا.. لا وهاي الدورة البرلمانية الشغلة تجاوزت الصور، صار بيها أغاني وألحان وهوسات وإنتاج مقاطع “ساخنة” على گولتهم، يعني مجادي هالوكت – عفوا مرشحي هالوكت – يخاطبون كل فئات المجتمع.. وبهذي الطريقة ياخذون “شهادات” الجدية أو بالأحرى سلب والنهب والتدمير.. هسه المجدي أخذ له فلس وگلب وجهه مو باگ مئات المليارات وخلص 12 سنة كاملة وهو الفجر والظهر والعصر وبنص الليل مگابلنا، من مال الله… من حق الله… صدقة على روس جهالكم… لعنة الله عليكم ما بقيتوا شي بالبلد.