ناظم باشا وصل بغداد سنة 1910 والي عليها، وهذا الوالي كان من أفضل ولاة بغداد لإن اشتغل للولاية وأدخل إصلاحات عليها دفع رواتب الجيش وجهزهم بملابس جديدة وسلحهم تسليح حديث وجمع العلماء وأخذ منهم فتاوى بقتل كل إنسان يجاهر بالظلم ويستولي على أموال الناس بالسلب والنهب بحجة الغزو فتوقفت بزمانه المعارك بين العشاير، وكذلك بنى سد حتى يحمي المدينة من الفيضانات وفتح شارع المستنصر وأصلح الطرق والأسواق وجمع المجانين وأصحاب الأمراض المعدية وخصص لهم أماكن وطرد المجادي والمتسولين اللي جايين من خارج الحدود، وفتح مدرسة للمعلمين بالكرخ وبنى أبنية جديدة، وبدء في عهده جمع الأزبال بالعربات من البيوت – يعني هو اللي بدأ بمشروع سيارات الزبل بالعراق – ووغيرها من الأعمال الخدمية المهمة، ومن بين أعماله ببغداد جمع الكلاب السائبة اللي تؤذي الناس، وحتى يسرع بالعملية ويخدم الناس خصص مكان قريب من النهضة حاليا يجمعون به الكلاب وگال للناس كل واحد يجيب كلب لهذا المكان يستلم أربع قروش، بوقتها اشتهر واحد اسمه حسون من محلة باب الطوب لأنه بأسبوع واحد سلم 36 كلب واستلم 144 قرش وكتب أحد الشعراء بيتين شعر يگول بيها:
حسون السبع.. يخسى السبع دونه ذابح بالمضيف اثنعش بزونة
عازم له مجادي يگول افندية وذابح له چلب ويگول حولية
والطريف أيامها أكثر الناس حتى النسوان والأطفال صاروا يركضون وره الچلاب وبيدهم حبال حتى يقبضون الـ 4 قروش، ولما يحصرون الكلب بمكان يصيحون حبل… حبل… حبل حتى يربطوه.. مرات يصيدوه ومرات يفلت إلى أن تعلمت الكلاب على الكلمة وصار الأطفال إذا شافوا كلب بالشارع يصيحون عليه حبل….حبل..حبل فيركض وينهزم بس يسمع الكلمة حتى لو ما يريدون يصيدوه… إيييييه والله أيام… منو يدري يجوز الله يفرجها علينا ونرجع نستعملها.. المهم احفظوا هذي الكلمة التاريخية يمكن تحتاجوها.