دجاجة مكركة

هذا أكو واحد من جماعة الطريقة البكتاشية كان عايش باسطنبول – والسالفة قديمة – هذا الرجال مبتلى بلسانه الوسخ، كانت المسبة والشتيمة والفشار على لسانه، إذا ضاج من أي واحد أطلق عليه لسانه بأقذر أنواع المسبات، وهذا الخلق ما يتناسب ويه أخلاق الجماعة اللي ينتسب لهم، فكان شيخ الطريقة كل فترة ينصحه ويحاول يصلحه، لكن (أبو طبع ما يجوز من طبعه)، إلى أن بيوم شافه شيخه وگال له: لگيت لك ترتيب يلجم لسانك.. گال له دخيلك شيخ شنو هذا الترتيب؟ گال له هاك، أخذ هذي باجلاية يابسة حطها تحت لسانك، كلما تريد تسب وتشتم راح تذكرك وتسكتك، گال له أمركم مولاي، وأخذ الباجلا وحطها تحت لسانه، وفعلا مشت الأمور واستفاد منها وراح وريّح الناس من شره، وبيوم كان يمشي هو وشيخه بالشارع وإذا بالسما تتلبد بالغيوم ودقايق ويزخ المطر، بس شلوم مطر! مثل الرصاص، فبدوا يهرولون هو والشيخ بلكي يشوفون سگف يوگفون تحته إلى أن يخلص المطر، وهم يمشون بسرعة سمعوا صوت امرأة طلت من شباك أحد البيوت وهي تناديهم: شيخ .. أفندي .. شيخ .. أفندي، فوگف الشيخ ووگف صاحبنا ورفعوا راسهم على المرأة والمطر يزخ عليهم، گال الشيخ تفضلي بنتي: گالت شيخ من فضلكم دقيقة انتظروني، وبقوا تحت الشباك ينتظرون والمطر لعب بأحوالهم، مرت الدقيقة والاثنين والثلاثة وما بين من المرأة شي، بعد خمس دقايق فتحت الشباك وطلعت راسها وگالت للشيخ: بس يكفي شيخ تگدرون تروحون الله وياكم، فتعجب الشيخ وسألها بغضب: شنو قصدك لما وگفتينا تحت المطر، فابتسمت المرأة وگالت له: شيخ عندي دجاجة مكركة (راقدة على البيض) وگالوا لي إذا كان عندك دجاجة مكركة وانتي نظرتي لعمامة بكداشي مدة خمس دقايق وبعدين رحتي ونفختى على البيض، يفقس الدجاج مكعكل (ريش راسه مقلوب إلى الوراء ومنفوش) وهالشكل آني سويت فسامحوني! فلما سمع صاحبنا سالفة المرأة وهم غرگانين بالمطر التفت على شيخه وگال له: شيخ أطلع الباجلاية؟ فلطمه الشيخ على وجهه وگال له: ولك شتنتظر ليش واگف، وصاحبنا بعد ما قصّر طلّع الباجلاية من تحت لسانه وسمعها من ألفاظ السب والشتم اللي ما تخطر على بال العربنچية.

فيا أيها المتظاهرون في العراق، انتم ماشين بالطريق الصحيح، وأعلنتم عن غاية وهدف يتطلع له أكثر العراقيين، بس لازم تعرفون وما يغيب عن بالكم أن حالكم حال ذاك الشيخ وصاحبه، تمشون بدربكم والمطر يزخ عليكم بدون مظلة، وانتوا ماشين راح تحصلون – ويمكن حصلتوا – ألف واحد عنده دجاجة مكركة، يوگفكم حتى يفقس بيض دجاجته بروسكم، وبالتالي هو يأخذ الأفراخ المكعكلة وانتوا ما تحصلون غير المطر وتتنگعون وتصيرون مثل الشيخ وصاحبه وما توصلون لغايتكم وهدفكم، فانتبهوا لإن إذا فگسوا البيض بيكم بعد ما يفيد تطلعون الباجلا وتشتمون وتسبون.