الملا شجر

الملا شجر رجل من أهل بغداد – أيام حجي أحمد آغا – مشكلته أنه إنسان متسلط يحب التحكم بالآخرين، وهذا الطبع به من أيام طفولته، لإن كان يفرض رأيه على الأطفال، يطلع بالدربونة ويگول: اليوم نلعب طوبة.. حاضرين تؤمر.. اليوم نسبح بالشط.. حاضرين تؤمر! لما كبر دزوه أهله يدرس العلوم النحوية والفقهية على يد العلماء بالمساجد، ليش ترك سوالفه؟! لا مو عيب، استلم أقرانه الطلاب، الأب أنستاس الكرملي أحسن من سيبويه بالنحو.. بكيفك يابه، الشافعي أفقه من الحنفي… مثل ما تحب ولا يهمك انت أعلم بعد الله.. خلص دراسة وتعين بوظيفة حكومية وبدا يتدرج بالوظيفة حتى صار قاضي بغداد، وطبعا واحد بمؤهلاته هذي أقصى وظيفة ممكن يحلم بها ويوصلها.. بس أبو طبع ما يجوز من طبعه، فعزلوه من وظيفته وبقى بدون وظيفه، يسموه گبل (قابسز) مدة من الزمن، ففكر بشغلة يترزق منها بس شغلة تحافظ له على طبعه (التسلط والتحكم) وشاف أن أفضل شغلة هي شغلة الملا (معلم الأطفال)، وبدا شغله، ولك أحمد تعال اكتب (رب يسر ولا تعسر) لك محمود… ليش جايب جزء عم وما جايب جزء تبارك؟ شدوه فلقة، تعال ابني حسن، سلم على أبوك وگول له الملا خلص التمن ببيتهم، وهكذا مرت مدة من الزمن والملا شجر يترزق بشهريات الأطفال، لكن كل ما تمر مدة ينقص عدد الأطفال بسبب سلوكه، وكلها فترة صغيرة وما بقى عنده ولا نفاخ نار، ورجع يدور لنفسه وظيفة يتحقق بيها شرط التسلط والتحكم، فما حصل إلا وظيفة ابريقچي بالجامع، فراح للشورجة واشترى له درزنين أباريق على حساب الأوقاف وصفها گدامه تگول جنود وهو نابليون، وبدا يتحكم بالناس، شيل هذا.. لا اترك هذا فارغ.. دير بالك من تدخل للحمام ادخل برجلك اليسار.. انت ليش تطشر الماي؟ هذا جايبه من بيت أبوك؟! إلى أن بيوم جا واحد مستعجل (بايع ومخلص) – مدري وين سامع هاي العبارة على لسان يا مسؤول – المهم صاحبنا شاف الأبواب كلها مسدودة والحمامات مشغولة رجع على الملا شجر وغسله بالماي اللي بالابريگ، وسب وشتم ورفس، وكانت هذي نهاية آخر وظيفة اشتغلها الملا شجر بحياته.

هسه وظايف وتعيينات ماكو، حتى وظيفة الابرقچي لغوها گبل أكثر من 100 سنة، ومع ذلك تروح للدوائر تشوف قسم من الموظفين يتعاملون ويه المراجعين معاملة الملا شجر ويه الاباريگ، واحدهم صاير هتلر.. يا معودين تركوا سوالف الملا شجر والله الله بالمراجعين على كيفكم ويه العالم، تره ملايين گاعدين بدون عمل، والناس اللي بيها مكفيها، راعوا مصالح الناس وراعوا سبب رزقكم.

د. فراس محمد