مثل ما تعرفون أسواق بغداد وطرقها كانت ضيقة وكلها درابين، والمشكلة أن هذي الطرق على ضيقها كان يمر بيها البشر والحمالين والدواب والعرباين اللي تجرها الدواب، منهم اللي يجر له حمار محمل جص لو طابوگ ويمشي بنص السوگ، ومنهم اللي تارك الحمار يمشي وحده لإن يعرف طريقه.. صادف مرة حمار مر بالطريق وضايق واحد من المارين وحصره على الحايط، هذا الرجال انزعج من هذي المضايقة ورفس الحمار برجله، الحمار ما انتظر عالسريع ردها (من باب ردها علي ان استطعت.. والحمار أبو الاستطاعة بهذي السالفة) فرفس الرجال ببطنه رفسه طيرته أربع أمتار وتركته يتمرغل بالگاع ويتألم وكمل الحمار طريقه وما التفت وراه… الرجال وهو يحال يگوم ويعدل ملابسه گال: لا يا ابن الزمال.. فوگاها يزگط!
هذي هي الحياة يصادفك بيها حمير بس الله يعرف عددهم، وطبيعي انهم يضايقوك وإذا تنزعج منهم ما يسكتون و “يزاگطون”، لإن هذا طبعهم، لذلك عندك خيارين إما أن تقبل تمشي وياهم بنفس الطريق بس ابتعد عنهم لما يمرون أو اصبر حتى يمرون ولو ضايقوك، أو إنك تگطع الطريق عليهم من المدخل الرئيسي وتخلي الحمار يدور على طريق غير طريق البشر، وهذا الأفضل طبعا.
د. فراس محمد