د. فراس محمد
كان صاحب أسرة، عنده زوجة وأولاد، لكنهم ينتظرون اليوم اللي يخلصون منه، لأنه كان شراني وسكير وصاحب مشاكل ومجوعهم وكل يوم مسوي له طلابة، وبيوم زاره ملك الموت فارتاحت العائلة منه، وحسب ما يفرضه دين العائلة انتظروا الإجراءات اللي انتهت بنقل الجثة للكنيسة، وهناك وگف القس يلقي كلمة موعظة حسب ما جرت عليه العادة، وبدأ يذكر محاسن الميت وأياديه البيضاء وحبه لعائلته واعتناؤه بأولاده وزوجته، ورفقه بالجيران والأصدقاء وشهامته، وشلون كان نعم الأب والزوج.
زوجته وواحد من أولاده گاعدين يسمعون، فلما بدأ القس يسترسل بمحاسن الميت، التفت الزوجة لابنها وهمست بأذنه وگالت له: ((ولك روح أخذ لك نظرة على النعش.. خاف احنا دخلنا بالغلط وهذي مو جنازة أبوك، جنازة واحد ثاني)).
هذا حال مجتمعنا يموت إنسان عادي أو تاجر أو مسؤول، رئيس، ملك، ويكون سيء والناس تنتظر اليوم اللي تخلص منه ومن شره، وفجأة يتحول إلى فقيد البشرية والإنسانية وبفقده خربت الدنيا!
صدگ أبو المثل لما گال: الميت تطول كراعينه
د. فراس محمد