يگولون أكو واحد ببغداد قديما، دخل للجامع وسمع الواعظ يگول ((الحسنة بعشرة أمثالها)) وهذا لا شك واقع وجزاء رب العالمين على الخير، وگال الواعظ يعني اللي ينفق فلس الله يعوضه 10 فلوس بمكانه، وهذا أيضا لا شك فيها والله عز وجل يعوض بما يشاء.
المشكلة مو بهذا الكلام.. المشكلة بصاحبنا الساذج اللي سمعه وگال: والله هاي خوش سالفة، عندي عشر ليرات ذهب هسه أروح أوزعها على الفقراء اللي أشوفهم بطريقي، حتى الله عز وجل يدز لي 100 ليرة كاش من السما!
فعلا وزعها ورفع عينه للسما ينتظر الـ 100 ليرة ذهب تنزل عليه، انتظر يوم يومين ثلاث أيام أسبوع، شهر وصاحبنا يمشي بالطريق وعينه للسما ينتظر سقوط الليرات، إلى أن بيوم وهو رافع عينه ويضرب أخماس بأسداس، وصل بلوعة (حفرة مليئة بالقذارة) وگع بيها وغطس لرگبته، فگال لنفسه: يمكن رب العالمين قدر لي هذا والليرات ما تنزل من السما، موجود بالبلوعة.. أريد أطمس وأفتش بلكي أحصلها، وغطس وبدأ يفتش وحصل على صرة، أخذها وطار من الفرح وبدا يستنجد بالناس يطلعوه من الحفرة.
بعد ما طلعوه وصلح حاله ورتب وضعه، فتح الصرة وحصل بيها تسع ليرات ذهب! ثاني يوم راح للجامع وسمع الواعظ يتكلم بنفس الموعظة، فقاطعه وصاح على الناس: ولكم لا تصدگون.. تره العشرة بتسعة والسيان للزردوم! فضحك الناس على بلاهته وبساطته.
لا تضحكون عيني.. تره هذا حاله أحسن من حالنا… السالفة ما طولت عنده أكثر من شهر وغطة وحدة بالسيان ورجع تسعة من العشرة، وافتهم الغلطة وما كررها، خو مو مثل حالنا 15 سنة والسيان فوگ الراس والعشر ليرات راحت وتداينها عليها، وبعدنا نصيح (أعطوه فرصة أخيره)!.
د. فراس محمد